السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من الممكن أن يتكلل الحب عبر الإنترنت بالزواج؟ وهل يكون ناجحا؟ وما الفرق بين أن تتعرف على شخص في أي مكان وأن تتعرف عليه عبر الإنترنت؟
وشكرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من الممكن أن يتكلل الحب عبر الإنترنت بالزواج؟ وهل يكون ناجحا؟ وما الفرق بين أن تتعرف على شخص في أي مكان وأن تتعرف عليه عبر الإنترنت؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التعرف على الشخص على الطبيعة يضمن أهم عناصر التوافق، وهو القبول والانطباع الحسن، ومن هنا تتجلى عظمة إصرار الإسلام على مسألة الرؤية الشرعية للمخطوبة، فإن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وكثيرا ما يقابل الإنسان شخصا في الطريق فيستريح إليه، ويقابل آخر فيتضايق منه دون أن تكون بينهما عداوة، ودون أن يحصل من ذلك الشخص ما يوجب النفور.
ولا شك أن هذا الجانب لا يمكن أن يتم بصورة كاملة عن طريق الهاتف والإنترنت، وقد وقفنا على حالات كانت نهايتها النفور والندم بمجرد حصول المقابلة المباشرة، رغم أنهم كانوا منسجمين في الأسلوب والأفكار.
وهناك جانب آخر لابد من التنبيه إليه، وهو سرعة تأثر الأنثى بالكلام العاطفي، خاصة عندما تكون هذه الجرعة مفقودة في المنزل، فإن الانجراف والانحراف يكون سهلا وسريعا، ويزيد من خطورة هذه المسألة وجود طائفة من الشباب تجيد فن الخديعة والكلام المعسول، وفيهم من يلبس لكل حال لبوسها، فإن وجد المتدينة كلمها عن الفقه والطهر والحياء حتى تظن أنه قديس - كما يقولون - وهو في الحقيقة إبليس، وإن صادف فتاة مستهترة تميل إلى الغناء والمجون حدثها عن الألبومات الجديدة، وإذا وجدوا فتاة في مشكلة أظهروا لها دموع الحزن، وبالغوا في التعاطف معها، والمؤسف أنهم يمارسون ذلك الأسلوب من أجل الوصول إلى غاياتهم السيئة، ومعظمهم في الحقيقة ليس عنده ما يتزوج به، وهم في الحقيقة مجموعة من المعاقين اجتماعيا ممن فشلوا في التواصل مع من حولهم، فهرعوا إلى الشبكة العنكبوتية لقضاء الأوقات والعبث بالساذجات.
ومن هنا فنحن ندعو كل فتاة دخلت إلى هذا الطريق أن تعود إلى ربها، وأن تطلب من الشاب أن يتوب إلى الله، ثم يتقدم ليطرق الباب إن كان فيه خير وجد، وهذا اختبار مهم لصدق الشباب، وكثيرا ما يهربون عندما يطلب منهم هذا الطلب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن يوقن الجميع أن فرص نجاح الزواج عن طريق الإنترنت قليلة جدا، هذا إذا لم تكن معدمة، وهو زواج سوف تطارده الشكوك والمشاكل، وإلا فكيف يضمن اللصوص بعضهم بعضا؟! وما الذي يمنع من مارس الخديعة من تكرارها؟!
وبالله التوفيق.