قضاء المرأة لما فاتها من الصيام سنين كثيرة وضرورة تعلم أحكام المحيض

0 345

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ الآن من العمر 23 سنة، تتمثل مشكلتي الكبرى والتي تقض مضجعي هي أنه في أول مرة بلغت فيها وعندما اكتشفت ذلك لم أكن أعلم شيئا عن البلوغ، وصرت أبكي لوحدي في صمت، ولم أخبر أحدا حتى أمي، وأول شهر رمضان لم أصمه بل أفطرته ولم أكن أعلم، وأمي لم تخبرنا شيئا عن هذا.

بالإضافة إلى أني لاحقا عندما تأتيني العادة الشهرية وأفطر أربعة أيام أو خمسة أيام أنوي إرجاعها ولكني لا أفعل، إلى أن قدرت الآن تلك الأيام الفائتة بشهر.

لست أدري ما أفعل، ربما كنت متساهلة كثيرا في ديني لجهلي بأشياء كثيرة، ولكني الآن أريد أن أعلم ما يجب علي فعله.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سندة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، وتوبتك الصادقة فيها القبول والنجاة، فتوجهي إلى رب الأرض والسماء، وقدري ما عليك من أيام الصيام، واحرصي بعد قضاء الدين على كثرة الذكر والدعاء والقيام، واعلمي أن الله يقبل التوبة عن عباده، فيا له من رب رحيم عظيم العفو والإكرام، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك التوفيق على الدوام.

وكم تمنينا أن تقوم كل أم بدورها في تعليم بناتها علامات البلوغ حتى تكون على بينة من الأمر، كما نرجو أن تقوم المعلمات بدورهن في التوجيه وليت الآباء والأمهات أدركوا أن بعدهم عن أبنائهم في مرحلة البلوغ يعرضهم لأزمات نفسية عنيفة ويجعلهم لقمة سائغة للفاسقين والفاسقات، وذلك لأن غياب التوجيه الصحيح يفتح الأبواب لتلقي الإجابات من الأصدقاء والصديقات وهنا مكمن الخطر والآفات.

ولا يخفى عليك أن المسلمة يجب عليها أن تتعلم ما تصحح به عقيدتها وعبادتها لربها، فالمرأة المسلمة تدرك أن عليها أن تترك الصلاة في أيام عادتها الشهرية (أيام الحيض) ولا تعيد تلك الصلوات، ولكن عليها أن تصوم أياما بدل ما أفطرته من رمضان، بسبب الحيض، كما أن نزول الدم أثناء اليوم يبطل الصيام، وانقطاع الدم قبل الفجر يوجب صيام ذلك اليوم حتى لو اغتسلت المرأة بعد طلوع الفجر.

وعلى المرأة المسلمة أن تضبط أيام حيضها فتترك الصلاة ولا تدخل المسجد ولا تمس المصحف، فإذا انقطع الدم نهائيا أو رأت القصة البيضاء فعليها أن تغتسل كغسل الجنابة ثم تصلي وتصوم إن كان عليها دين من الصيام.

أما بالنسبة لغسل الجنابة فتبدأ فيه بغسل يديها ثم تغسل مواطن الأذى بين السرة والركبة ثم تتوضأ كوضوء الصلاة ثم تغسل رأسها وإن كان الشعر مضفورا فإنها تنقضه حتى يصل الماء إلى أصول الشعر، وهذا في حال الغسل من الحيض فقط، ثم تغسل الميامن قبل المياسر والأعالي قبل الأسافل، وتتأكد من وصول الماء إلى جميع جسدها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة مصاحبة الصالحات وحضور مجالس العلم وسماع المحاضرات، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وأن يلهمك الرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات