السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عانيت منذ فترة من حموضة تترواح بين المتوسطة والشديدة التي تسبب مغصا والتهابا للحبال الصوتية والحنجرة، ومنذ فترة أصبحت أشعر بألم أسفل القفص الصدري من ناحية اليسار مع وجود حركة تشبه الرفرفة (الارتجاف)، وكنت أتوقع شيئا في القلب، فذهبت إلى استشاري وعمل لي تخطيطا للقلب وتحليلا للسكر في الدم وتحليلا لنسبة الهيموجلوبين، وأخبرني أن جميعها طبيعي.
وبعد يوم عدت له من ألم شديد بنفس المكان يزيد عند شرب الماء، وأشعر أن هناك جرحا في المعدة يزيد عند شرب الماء أو العطس أو أخذ نفس عميق، فشخص الحالة بدون أي تحليل أو منظار بأنها ارتجاع في المريء، ومنعني من بعض الأكل، وكتب لي دواء واحدا قبل الفطور وهو البروتين، فهل تشخيصه صحيح؟ وهل أحتاج إلى دواء آخر؟ وهل له آثار في المستقبل؟
أفيدوني وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأعراض التي تشتكين منها هي أعراض فرط حموضة المعدة مع ارتجاع في الحموضة إلى المريء وإلى أعلى المريء، وغالبا هو السبب في التهاب الأحبال الصوتية، وأحيانا يسبب سعالا مستمرا كل صباح بسبب وصول حموضة المعدة من أعلى المريء إلى القصبات فيهيجها ويسبب السعال الصباحي.
وتزداد الأعراض بعد الوجبات الدسمة وعند الاستلقاء على الظهر، خاصة إن كان بين وجبة الطعام والاستلقاء أقل من ساعتين إلى ثلاث ساعات، وارتجاع حموضة المعدة إلى المريء منتشر جدا خصوصا بين البدناء وكبار السن، فإن 40% من البالغين يشتكون من أعراض ارتجاع المريء مرة كل شهر، و7% منهم يعانون منه يوميا.
ويعاني نصف السكان البالغين في منطقة الشرق الأوسط من حرقة المعدة مرة واحدة على الأقل في العام، ويشعر واحد من كل خمسة بهذه الأعراض مرة واحدة في الأسبوع أو أكثر.
ولأن هذه حالة شائعة فيعتقد الكثيرون ممن يعانون من حرقة المعدة أنها تصاحب تقدم العمر أو أنها أمر عادي يجب التعايش معه، والأسباب المؤدية لهذه هي السمنة والتدخين، وهناك أمور وراثية أيضا.
وللتأكد من التشخيص يجب عمل منظار أو صورة شعاعية للمعدة، وعلاج مثل هذه الحالة بالتقليل من الأطعمة الدسمة والمنبهات التي تؤدي إلى ارتخاء الصمام بين المريء والمعدة، وتناول مضادات الحموضة قبل الطعام بربع ساعة، وكذلك حبة ثانية عند النوم، وعدم الاستلقاء قبل مرور ساعتين إلى ثلاث ساعات على الطعام، ووضع وسادتين تحت الرأس، والامتناع عن التدخين، وتنزيل الوزن، وأحيانا وفي الحالات المعندة قد يلجأ إلى العمل الجراحي.
والله الموفق.