السؤال
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته، وبعد:
إني شاب حاصل على ليسانس في العلوم اللغوية والشرعية، وقد سافرت إلى الخارج وحصلت على بعض المال، الأمر الذي يجعلني أستطيع الآن الزواج، غير أنني أريد تكميل دراستي العليا، وأخشى أن يعطلني الزواج بما ينتج عنه من مسئولية جدية فيما بعد من تكميل الدراسات العليا، وأنتم تعلمون بالطبع مقدار مسئولية الزواج وما يتعلق به من نفقة على الزوجة والأولاد وانشغال بهم وما إلى ذلك من أمور كثيرة.
كما أني أخشي على نفسي من الفتنة إن تركت الزواج الآن وانصرفت عنه متدرجا في سلم الدراسات العليا، فماذا أفعل؟ وأيهما أقدم؟!
وجزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن ننصحك بالدخول إلى قفص الزواج الذهبي، فإن ذلك حفظ لك ولدينك، فنحن في زمان الفتن والشهوات، واعلم أن الزواج عون على الخيرات رغم ما فيه من المسئوليات، ولكننا ندعوك إلى أن تحسن الاختيار، وهذه هي المسألة المهمة فاظفر بذات الدين وطبق وصية رسولنا الأمين، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله أن يوفقك في الأمرين، وأن يسعدك في الدارين، وأن يجعل لك في الزوجة والبنين قرة العينين، وأن ينفع بك الإسلام والمسلمين.
أرجو أن يعلم الجميع أن في الزواج استقرار ونضج وهمة وحركة وأمل وعمل، فكم أصلح الله بالزواج شبابا لم يكن لهم وزن، وكم أنزل الله على المتزوجين من البركات والرزق، وفي الزواج دافع للنجاح؛ لأن الإنسان يشعر أن تفوقه يسعد آخرين، وأن في نجاحه سعادة للأبناء والبنين، ووراء كل عظيم أم تربي وزوجة ترعى وتشجع، وكم من رجل كتب بأنامله الثناء والشكر لزوجة ساعدته في رحلته العلمية وصبرت على رعاية أولاده وتحملت من أجل نجاحه.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالمسارعة لإكمال نصف الدين، وتأسيس أسرة مسلمة على التقوى واليقين، واعلم أن هموم الشهوات أعظم وأخطر من الهم بالعيال، وكل من يتأخر في الزواج يعرض نفسه للمخاطر، واحمد الذي وهبك من المال ما يعنيك على الزواج، ولا تنسى أن طعام الاثنين يكفى الأربعة، وأن الزوجة تأتي برزقها، وأن حاجتك إلى العفاف لا تقل عن حاجتك للطعام والشراب.
نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.