التوقف عن إكمال رسالة الماجيستير بسبب القلق والاضطراب

0 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب أحضر الماجيستير، ومشكلتي أني لا أستطيع إكمال رسالتي لأني أشعر بالقلق والاضطراب، وكلما أمسكت القلم لأكتب أقوم مباشرة من على المكتب ولا أستطيع أن أكمل وأشعر بقلق وعدم رغبة في الإكمال، وفي نفس الوقت يتقطع قلبي حسرة وكمدا لأني لم أكمل رسالتي بعد، وكل زملائي أكملوا رسالتهم وناقشوها ورجعوا إلى بلادهم.

مع العلم بأني مغترب في إحدى الدول العربية لتحضير هذه الرسالة، كما أني خجول ولا أستطيع أن أخبر أحدا بهذه المشكلة؛ فأرجو منكم أن تساعدوني للخروج من هذا النفق المظلم الذي أعيش فيه منذ سنتين.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حذيفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فلا تخبر بمشكلتك إلا من تنتظر نصحه ودعائه وعونه، وثق بأنك سوف تكمل رسالتك كما فعل إخوانك، وأبشر فإن من سار على الدرب وصل، وما كان لله دام واتصل، فأخلص في عملك، وتوجه إلى الله عز وجل، وتعوذ بالله من شيطان همه أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم إلا بشيء كتبه الله في الأزل، ولا تقارن نفسك بزملائك، واعلم أن الأمر لله من قبل ومن بعد، ولا تضيع وقتك في التحسر، ولا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان وتقعد عن الإنجاز والعمل، ومرحبا بك في موقعك بين آباء وإخوان يسألون الله أن يوفقك، وأن يجعلك قرة عين لأهلك وأملا لأمتك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالمواظبة على أذكار المساء والصباح، والاستعانة بواهب النجاح، والتوكل على من بيده التوفيق والفلاح، وأرجو أن تقرأ الرقية الشرعية على نفسك، وذلك بتلاوة المعوذات وآية الكرسي وخواتيم البقرة وبخشوع وحضور قلب وانكسار، واحرص على طاعة الكريم القهار، وابتعد عن المعاصي فإنها سبب للخذلان والدمار، وأكثر من الاستغفار كما كان شيخ الإسلام ابن تيمية يفعل عندما تصعب عليه مسائل العلم، فكان يستغفر حتى يفتح الله عليه، وذلك دليل على عظيم فقهه رحمه الله، فإن الإنسان يؤتى من قبل ذنوبه ونفسه، فإذا استغفر زال الران وكان أهلا لتوفيق المنان.

كما أرجو أن تشغل نفسك بدراستك بعد عبادتك لربك، وأرجو أن أن نسمع عنك الخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

كما أرجو أن تنتفع بإرشادات الدكتور / محمد عبد العليم، وهو رجل من أهل العلم والفضل، وكلنا معك بدعائنا والله يتولانا وإياكم، وهو نعم المولى ونعم النصير.

ش/ أحمد الفرجابي
================

وبعد اطلاع الدكتور النفسي/ محمد عبد العليم على استشارتك، أفادك بالتالي:

يجب أن تتذكر دائما أن التعليم هدف سام، ولابد للإنسان أن يحفز نفسه بتذكر هذه الأهمية، وأهم ما يطلب منك هو أن تنظم وقتك، ولا مانع من أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة مع الترفيه على النفس بما هو مشروع، وبالطبع يجب أن تخصص وقتا للقراءة والمذاكرة، كما تعتبر ممارسة الرياضة من أهم الوسائل لإزالة الضجر وتحسين التركيز، وأحسبك بإذن الله أنك من الحريصين على الالتزام بدينك؛ فهذه كلها إن شاء الله تعطي للإنسان الثقة في نفسه مما يزيد من دافعيته وعلو همته.

أخي، سوف تكون الأدوية المضادة للإحباط والكدر النفسي وسيلة فعالة وعاجلة لمساعدتك في أن يزول ما بك بإذن الله تعالى.

وعليه؛ فابدأ مباشرة في تناول العقار الذي يعرف باسم بروزاك بجرعة كبسولة واحدة (20 مليجرام) في اليوم، ومدة العلاج في حالتك هي ستة أشهر، وهذا الدواء من الأدوية السليمة جدا والمفيدة كذلك.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات