انتكاسة مريض الاكتئاب والعامل الوراثي في هذا المرض

0 490

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد استقرت حالة زوجي ولله الحمد بعد أن أجرت له الدكتورة تعديلا بسيطا في الأدوية، حيث أنها وصفت له إبرة ريسبدال 37,5 يأخذها مرة في الشهر، وله الآن خمسة أشهر يأخذ هذه الإبرة، ولكن لم أستطع إيقاف الحبوب عنه، حيث أني أعطيه حبة زيبركسا وحبة دباكين كرونو قبل النوم، وحبة لوسترال عندما يستيقظ من النوم، وذلك لأن زوجي كان يعاني من اكتئاب شديد، وقد قالت الدكتورة أنه يجب تخفيف الحبوب بالتدريج حتى يتركها زوجي ويستقر على الإبرة فقط.

والآن أخاف من التوتر الذي سوف يرجع لزوجي، حيث سوف يبدأ العام الدراسي الجديد مع رمضان، وزوجي في هاتين الحالتين يتوتر جدا، فماذا أفعل؟ وأخاف أن ينتكس زوجي بعد أن استقرت حالته جدا ولله الحمد حيث أصبح يصلي ويذكر الله كثير ويقرأ القرآن، فهل الأدوية والإبرة المذكورة لها تأثير سلبي على الحيوانات المنوية من حيث العدد والسرعة والتشوه والإنجاب؟ وكيف أستطيع أن أتفادى مرض زوجي حتى لا ينتقل إلى أولادي بإذن لله؟!

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم فيصل حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر زوجك، ويعتبر الـ(ريسبدال كونستا) من أفضل الأدوية، والجرعة التي يتناولها زوجك وهي 37.5 ملغم شهريا من المفترض أن تكون كل أسبوعين، وفي اعتقادي أن الـ(زيبركسا) قد ساعده أيضا، فلا تنزعجي مطلقا لاستمراره في تناول الحبوب، بل على العكس تماما فإني أؤيد استمراره عليها؛ لأن الـ(زيبركسا) سوف يدعم الـ(ريسبدال)، والـ(دباكين) سوف ينظم مزاجه، وأما الـ(لاسترال) فسوف يبعد عنه القلق والاكتئاب إن شاء الله، والجرعة التي يتناولها الآن هي في حدود ما هو مسموح به.

وأنا أحترم رأي الطبيبة جدا ولكني أؤكد لك في ذات الوقت أن استمراره على الحبوب مع الأبرة لن يكون مضرا بالنسبة له، وأرجو التعامل معه باللطف والمودة وعدم إشعاره بأنه مريض، وعليك أن لا تقلقي مطلقا فهو الحمد لله في استقرار تام وأصبح يحافظ على صلواته ويتلو القرآن، وهذه نعم كبيرة سوف تساعد في شفاءه أيضا بإذن الله.

والإبرة والأدوية التي يتناولها لا تؤثر مطلقا على الحيوانات المنوية أو هرمون الذكورة، فأرجو أن تطمئني في هذا السياق أيضا، وأسأل الله تعالى أن يرزقكما الذرية الصالحة.

وأما الجانب الوراثي في هذه الأمراض فهو موجود ولكنه ضئيل جدا، والذي يورث ليس المرض ذاته وإنما الاستعداد له، ويكون ذلك في حوالي 10 % فقط من الأطفال، ويمكن القضاء أو تقليل فرص الاستعداد للمرض وسط الأطفال بالتنشئة والتربية الصحيحة المتوازنة.

وبالله التوفيق.
-------------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار النفسي د. محمد عبد العليم، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار الشرعي د. أحمد الفرجابي، فأجاب قائلا:

فإنه لا خوف على من أصبح يصلي ويتلو القرآن ويذكر الرحيم الرحمن، ومرحبا بك في موقعك، وأسأل الله أن ينفعكم بنصائح الطبيب النفسي.

وهذه بعض النصائح التي أحببت أن أقدمها لك ولزوجك:

1- عليكما باللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

2- ضرورة إبعاد ما يجلب توتره وانزعاجه.

3- عدم إظهار الضيق أو الخوف عليه.

4- رفع معنوياته بالثناء عليه وتبشيره ببلوغ العافية؛ فإن الجزء الأكبر من الأمراض نفسي، ولذلك كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يفسح للمريض في الأجل، ونحن مطالبون أن نقول: أنت الآن ولله الحمد بصحة جيدة وقد رجعت إليك نضارة الشباب.

5- الابتعاد عن ذكر الآخرين في وجوده وضرورة الابتعاد عن المقارنات السلبية.

6- مشاركته في الطاعة والتسبيح والأذكار.

7- تهنئته بدخول شهر الصيام الذي هو شهر العفو والعافية وآثار الصيام الصحية مما شهد بها الأعداء قبل المؤمنين الأتقياء.

8- عدم عرض المشاكل الحياتية عليه إذا كانت تؤثر عليه، ولست أدري لماذا سيتوتر في شهر الصيام ومع المدارس؟ وما هي وظيفته؟ وما هي أسباب التوتر؟ ولكننا نذكر الجميع بأن الصائم الذي ترك الطعام والشراب يستطيع أن يتخلى عن كل شيء ليس بصحيح، كما أن الصائم إذا أغضبه إنسان يرد بلسان أهل الإيمان: (إني صائم إني صائم). نسأل الله أن يعينه على بلوغ العافية.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات