السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي ولد عمره 5 سنوات شقيق لتوأم مختلف، أشعر بأنه لا يبالي بأي شيء ولا يهتم لأي عقاب، هذه السنة أول سنة له في المدرسة وهو الآن تمهيدي، كل يوم يأتي ويحكي لي قصص حصلت معه وكلها كذب.
مثال:
أعطيته المصروف فلما رجع سألته ماذا اشتريت؟ فقال لي: أنه وضعه على المقعد المدرسي وجاء طالب وأخذه منه، وأنه قال للمدرسة وألف لي قصة طويلة، وعند العصر وجدت بعض الفلوس بحقيبته فسألته فقال لي: إنني اشتريت بالقسم الآخر ونسي ما قاله لي عن الطالب ... وهكذا، كل يوم يختلق لي قصة ليس لها أساس من الصحة، مع أن شقيقه التوأم غير ذلك وهم بنفس المدرسة ولكن ليس بنفس الفصل.
المشكلة أنني أصبحت لا أصدقه بأي شيء حتى لو كان كلامه صحيحا، فكيف أتعامل معه؟
أرجو إفادتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا نخطئ حين نسمي ما يصدر عن الأطفال بهذه المسميات الكبيرة كذب أو سرقة أو خيانة أو نحوها؛ لأن هذه الجرائم لا تثبت إلا إذا صدرت عن عزم وإرادة وتخطيط، وهذا لا يحصل من الأطفال لأنهم أبرياء ولم يعرفوا حدود ما لهم وما عليهم، ولكن خطأ المربي أو المعلم قد يعمق ذلك السلوك السالب ويؤصله، وهنا يكمن الخطر، وهذا ما نرجو أن ينتبه له الآباء والأمهات؛ فقد يصبح الطفل كذابا لأن الأسرة تناديه يا كذاب، وقد يصبح سارقا بالفعل لأن من حوله كانوا يتهمونه بالسرقة ويوصفونه بأنه سارق.
وأرجو أن تدركي أننا لن نجد صعوبة في تفسير سلوك هذا الطفل لأنه إذا قالت اشتريت كذا وكذا أو ذهبت مع أبي إلى كذا وكذا إنما يعبر عن أشواقه، فالطفل له خيال واسع، وكذلك إذا قال: فعلت كذا يوم أمس فقد يعني بذلك قبل أشهر فهذه الأشياء عنده غير واضحة.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء لهذا الطفل مع ضرورة الاهتمام بما يلي:
1- توفير جرعات من العطف والاهتمام.
2- العدل بينه وبين إخوانه.
3- الاهتمام به إذا صدق وإهمال كلامه إذا لم يصدق.
4- عدم إعلان العجز عن علاجه.
5- الاتفاق على منهج موحد في توجيهيه، وأرجو ألا يكون بينكم من يفرح إذا سمع مبالغاته وتخيلاته.
6- الابتعاد عن أسلوب التحقيق.
7- إعطائه فرصة للعب ولا بأس في مشاركته.
8- إشعاره بالأمن والتقدير.
9- متابعته في الدراسة والبحث عن أحوال وأهل الأطفال الذين حوله.
10- الاستماع الإيجابي له ومسك يده عندما يتحدث والإقبال عليه والنظر في عينيه مع ضرورة أن يكون ذلك في لطف وعطف.
11- الحرص على أن تكونوا قدوة صالحة له.
12- عمارة البيت بالطاعات فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله، والإنسان يرى أثر طاعته لله في نفسه وولده وأهله.
ونسأل الله له الصلاح والنجاح.
وبالله التوفيق.