السؤال
منذ سنة ونصف أرسلت سؤالا إلى موقعكم عن أختي التي عانت منذ 6 سنوات من آلام في رجلها اليسرى، وقد أشار عليها أحد الأطباء بإجراء رنين مغناطيسي للدماغ، وتخطيط للعصب البصري، فتبين وجود 4 بؤر في الدماغ، والسيالة العصبية لا تصل بالسرعة المطلوبة.
قال الطبيب: إنه لا يريد أن يجزم بوجود التصلب اللويحي، وإنما سيعيد الفحوص السابقة بعد 6 أشهر، لكن أختي أجرتها الآن -أي: بعد مضي سنة ونصف على الفحوصات الأولى- فكانت النتائج الجديدة مطابقة تماما للنتائج القديمة: البؤر لم يزدد عددها، وسرعة السيالة ما تزال بنفس البطء.
هل أختي لا سمح الله مصابة بالتصلب اللويحي؟ وهل ينصح مريض التصلب اللويحي بالبدء بالعلاج الوقائي، أم الأفضل ألا يستعمل أي علاج لهذه الحالة لما له من سلبيات؟ وقد سمعت أختي من أحد زملائها الأطباء أن العلاج الوقائي في سوريا غير فعال مقارنة مع العلاج المستعمل في أوروبا، وكوني مقيمة في هولندا فما هو اسم الدواء الذي يجب علي إرساله لها في حال تشخيص الحالة بالتصلب اللويحي لا سمح الله؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ رانية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التصلب اللويحي هو التهاب مناعي يصيب الجهاز العصبي بدرجات مختلفة، وتتراوح الأعراض ما بين أعراض عصبية وأعراض أحيانا نفسية، وعند حوالي 70% من المرضى يكون التشخيص واضحا بتكرار الأعراض وعودتها، بالإضافة إلى وضوح الصورة بالتصوير المغناطيسي، وتوصيل العصب، وفي هذه الحالات هناك العديد من أنوع العلاجات تختلف بحسب شدة المرض وبحسب الطبيب المعالج، فبعض الأطباء قد يفضل علاجا على الآخر بحسب خبرته واستجابة المريض للمتابعة الدورية لحالته المرضية، كما أن بعض المرضى قد يستجيبون لأنواع من العلاجات بصورة أكبر من علاجات أخرى.
هناك بعض الحالات التي قد لا تكون ظاهرة وتحتاج إلى فترة طويلة من المتابعة، بالإضافة إلى العديد من الفحوصات للتأكد من أن السبب هو عامل آخر غير التصلب اللويحي، وهذه الحالات إذا لم يكن هناك تغيير في حالة المريض، ووضعه جيد؛ فقد ينتظر الطبيب الفحوصات الأخرى حتى يتأكد من أن الأعراض هي بسبب التصلب اللويحي أو بسبب أمراض أخرى؛ لأن بعض الأمراض الأخرى قد تشابه بدرجات مختلفة التصلب اللويحي.
أما العلاجات المستخدمة فهي كثيرة، منها الكورتيزون، ومنها حقن الأنترفيرون، وهنالك علاج يسمى ناتاليزوماب، وهناك علاج آخر يسمى جلاتيرامر، بالإضافة إلى بعض العلاجات الأخرى المثبطة للمناعة، مثل الأزاسيبرين والسايكلوفوسفامايد، لذا لا يمكن تحديد علاج محدد في حالة الأخت ولابد من أن تقيم الحالة بصورة جيدة من قبل الطبيب، والتأكد من عدم وجود أسباب أخرى، وبعد ذلك يحدد الطبيب مدى الحاجة إلى العلاج، وما نوع العلاج المطلوب؟ وإذا أمكن أخذ تقرير من الطبيب المعالج والصور التي أجريت لأختك وعرضها على طبيب متخصص في مدينتك لأخذ رأي آخر للاطمئنان فهذا حسن.
نسأل الله لأختك الشفاء والعافية.
والله الموفق.