اللين في النصح

0 413

السؤال

السلام عليكم.
في البدايه أشكركم على مساعدتكم لنا في حل مشاكلنا والوصول بنا إلى ما يرضي الله عز وجل، فجزاكم الله خيرا وجعلكم ذخرا للأمة الإسلامية.
أنا أعمل بمستشفى بالسعودية، ومنذ عامين تعرفت على صديقة بالعمل، عمرها 45 عاما، مطلقة بعد 13 عام من الزواج، ولديها ولد وبنت يرعاهما شقيقها بمصر، متدينة وتخاف الله، مواظبة على الصلاة، ولكنها متسلطة، هكذا كما يراها الجميع؛ لذلك اقتربت منها كثيرا؛ على أمل أن تساعدني، وأتعلم منها ما يخص ديني، وخصوصا أني كنت حديثة عهد بالحجاب، ولم أعرف كثيرا عن الدين، ولم أكترث لعيوبها.

ولكني بمرور الوقت اكتشفت أن معظم معلوماتها خاطئة بمراجعة بعض الكتب أو بالبحث على النت، وعندما أنبهها تتهمني بكثرة الجدال، كانت مرتبطة بقريب لها بمصر تحدثه عبر الهاتف، اتفقوا على الزواج في الإجازة، ومر عام ونصف وذهبت مرتين للإجازة ولم يتم الزواج، ثم انفصلوا ولم أعلم الأسباب، بعدها اشترت كمبيوتر لها صفحة على موقع اسمه (تجد) مدخلها صور إيمانية وآيات قرآني، ولكن الحقيقة غير ذلك، فقد رأيتها تراسل الكثير من الرجال، تتعرف إليهم ثم يحدثها بعضهم عبر الهاتف، وعندما سألتها؟ قالت: إنها تتناقش معهم فيما يخص الدين، وأنهم يطلبون زواجها لما يروه فيها من تقوى، ولكني أرى أن كلها مواضيع خاصة، فهي حقيقه لا تعرف الكثير عن الدين، ووجدتها تبحث عن الأثرياء، وكلما وجدت الأغنى تترك الآخر لأجله، ما فهمته أنها تبحث عن عريس غني يعوضها حياتها الماضية، فعلى حد قولها أن زوجها السابق كان سيء العشرة ولا ينفق، ولكنها لم تعترف بذلك، حاولت جاهدة أن أنصحها بالصبر، وأن معظم هؤلاء لا تعرف حقيقتهم.

وحاولت جاهدة لفت نظرها إلى بعض المواقع الإسلامية، وبعض الكتب التي نصحني بها زوجي ولكنها كانت ترفض الحوار، وكانت سيئة الظن بكل من حولنا، وترمي الناس بالباطل، حتى وإن لم تكن متأكدة وترفض دفاعي عنهم، وتريد أن تعرف كل شيء، حتى فيما يخصني أنا وزوجي.

فبدأت أقلل من ذهابي إليها، وواجهتها وأعلنت رفضي للموضوع، فأنا أراها منافقة، بدأت تفتعل المشاجرات معي أمام صديقاتنا والناس لأقل سبب، وتتعامل بالصوت العالي وتتركنا وتذهب، حتى لو كنا بالشارع طلبت منها فيما بيننا أن نتعامل بما يرضي الله أو نبتعد، فاختارت الابتعاد، وأمام الأصدقاء والزملاء تتعلل أنها لا تستطيع صداقتي لأني لا أحترم عمرها، وأخبرتها بالدنيا، وأنني غير خالصة النية، ولكني لم أحدث أحدا بكل هذا، فأريد أن أعرف ماذا أفعل؟! خصوصا وأنني لا أحب جرح مشاعرها، وأنها ساعدتني أيام مرضي وأيام التجهيز لعرسي، ولكن لا أحب أن يأخذ من حولنا هذه الفكرة عني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Laila حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن من واجبك أن تظهري لها الاحترام وتصبري على حقوقها وقسوتها في الكلام، واحفظي لسانك ولا تشوهي صورتها بين الأنام، وقد أسعدني اعترافك ببعض فضائلها، ولست أدري هل حصل أن قلت لها لن أنس معروفك ومواقفك معي، وأنت في مقام أختي الكبرى، ونحو ذلك من الكلام الطيب، فإن ذلك سوف يجعلها تهدأ وتبادلك المشاعر، ولا تحاولي إشعارها بأنك اطلعت على حقيقة ممارساتها، وحاولي بذل النصح بطريق غير مباشر، ويمكنك الاستفادة من خدمات الإنترنت، ولا مانع من تسليط من تستطيع التأثير عليها مع ضرورة معاملتها بلطف ولين، فإن الله قال لموسى وهارون حين بعثهما إلى فرعون: (( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ))[طه:44] والكلمة الطيبة صدقة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة الصبر على تلك المرأة، وأبشري فإن العاقبة للصابرين، وكم تمنينا لو أنك سألت عن الأسلوب الأمثل في التعامل معها حتى لا تندفع في محاربتك، ولكن لا داعي للانزعاج، وسوف تنكشف الحقائق للجميع، والناس جبلوا على النفور ممن يحرج الناس ويسيء إليهم، والله تبارك وتعالى يمهل ولا يهمل، ولا مانع من الدفاع عن نفسك دون الإساءة إليها، وهذا منهج أنبياء الله، كما حصل مع نبي الله هود عليهم الصلاة والسلام حين قالوا له: (( إنا لنراك في سفاهة ))[الأعراف:66] لم يقل أنتم سفهاء وكفار وظلمة، ولكنه اكتفى بقوله: (( يا قوم ليس بي سفاهة ))[الأعراف:67] وهكذا فعل نبي الله نوح عليه السلام حين قال لهم: (( يا قوم ليس بي ضلالة ))[الأعراف:61].

ونسأل الله أن يكف شرها عنك، وأن يلهمها السداد والصواب.


مواد ذات صلة

الاستشارات