السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تعرفت على بنت ملتزمة ومتدينة جدا، وأحسبها على خير كثير والله حسيبها، وذلك عن طريق منتدى كانت هي إحدى المشرفات فيه، وقد تعلقت بها منذ البداية، وطلبت منها الزواج، وقد أخبرت أهلها بذلك، ولأن أباها قد توفاه الله تعالى فولي أمرها الآن هي أمها، ولكنها تريد منها الزواج بآخر، وقد رفضت البنت ذلك، وهي تريدني زوجا لها وبشدة، ولكن المشكلة أن أمها صعبة الاقتناع، خصوصا أنها بعيدة عني بعض الشيء، فبماذا تنصحونني؟
علما أني -والحمد لله- لم أتكلم إلا بما يرضي الله عز وجل، وأنوي بإذن الله الزواج منها، فما توجيهكم؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الأنصاري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الكريم سبحانه يعين طالب العفاف، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يحقق لك ما تريد، وكم تمنينا أن تبدأ علاقتك بغير طريق الإنترنت، ولست أدري هل طرقت باب أهلها أم أنك تخطبها من نفسها؟ وذلك لأن حصول هذا سبب لرفض الأهل وعنادهم، والصواب أن يسأل الإنسان عن أهل الفتاة كالأعمام والأخوال، ثم يعرض عليهم رغبته في الارتباط، وأفضل من ذلك أن يذهب أهلك ويتعرفوا على أهل الفتاة ثم يطلبوها لك، وفي ذلك مصلحة للجميع وسد لأبواب الرفض والعناد.
وأرجو أن يعلم الجميع أن التعارف عن طريق الإنترنت لا يعطي إلا جزءا يسيرا جدا من الحقيقة، كما أن فن الحديث واللباقة يجيده كثير من الناس، ولكن كما قيل: "فما راء كمن سمعا"، وليس الخبر كالمعاينة.
والإنسان بعد حصول الرؤية الشرعية قد يجد في نفسه ارتياحا أو انقباضا، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، والإنسان يحتاج بعد الدين إلى النظر في الأخلاق وبها تكون المعاشرة، ومن هنا فنحن نقترح عليك التقدم لطلب يد الفتاة، وأرجو أن تجد من الأخيار من يتكلم باسمك، وليس من المصلحة الإشارة لما حصل من التواصل بينكما، ولكن يمكنك أن تقول: إنك معجب بمجهوداتها في نصرة الدين، وقد سمعت عنها الخير، ثم اطلب الرؤية الشرعية، وحاول التعرف على أحوال أسرتها، وعرفهم بنفسك، واطلب منهم أن يسألوا عنك؛ لأن ذلك يدل على ثقتك في نفسك، فإن حصل الرفض فكرر المحاولات، وتوجه قبل ذلك وبعده إلى رب الأرض والسماوات، وأرجو أن تحرص على تصحيح الوضع والخروج بالعلاقة إلى العلن والوضوح، والاحتكام إلى الشرع في كل ذلك.
نسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، وبالله التوفيق والسداد.