كيف أقنع صديقتي بلبس الحجاب وأنه أمر سهل؟

0 682

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود شكركم على ما تبذلونه من جهد عظيم في هذا الموقع، أدام الله أمثالكم لخير الأمة الإسلامية.
أما بعد:

فأنا والحمد لله أتمتع بشخصية اجتماعية، وأحب في التعرف على الكثير من الفتيات لكسب الصداقات والعلاقات الجميلة، كما أنني أحب أن أترك بصمة جميلة لكل من أعرفه حتى يتذكرني بها، وكم أتمنى لو أنها كانت تذكير بحديث قاله المصطفى عليه الصلاة والسلام، أو لو كانت آية من كتاب الله عز وجل، والمختصر في حديثي أن لدي صديقتان، وهن من المقربات إلي جدا، وقد تحجبت إحداهن حديثا، فقررنا أنا وهي - إن شاء الله - بمحاولة إقناعها أن الحجاب هو ستر للفتاة، ومرضاة لله عز وجل، ولكن المشكلة هي أنها في كل مرة تقول: ادعوا لي، فهذه المرة سوف أتحجب قريبا، وعندما نسألها متى ذلك؟ فتجيبنا محددة يوما معينا، وحين يأتي ذلك اليوم نجدها تحدد يوما أبعد.

أرجو منكم أن تفيدوني فأنا أعلم أني صديقتها، وأني آثم إن لم أرشدها للصواب، فكيف يمكن أن أقنعها أن الحجاب هو طريق سهل وجميل، دون أن أجرح شيئا من أحاسيسها.

أرجوكم أفيدوني فإني أرغب بأن نجتمع سويا في جنة الفردوس.

جزاكم الله خيرا وجمعنا معا في جنة الفردوس الأعلى - إن شاء الله - ولا تنسونا من دعائكم الفضيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أختكم في الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئا بفتاة تريد بعد الصلاح أن تصلح غيرها، ومرحبا بمن جندت نفسها لنصح أخواتها، وشكرا لمن اختارت موقعها وعرفت وظيفتها ورسالتها، ومرحبا بفتاة الإسلام بين آبائها وإخوانها، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرها، وأن يلهمها حجتها، وأن يشرح بالحق وللحق صدرها، وأن ينفع بها بلادها وأخواتها.

وكم تمنينا أن تدرك بناتنا الفضليات أن الحجاب شريعة رب الأرض والسماوات، وأن المؤمنة لا تملك أن تردد سمعنا وأطعنا، لأنها تقرأ وتسمع قول الله تعالى: (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ))[الأحزاب:36] وتخاف من قوله: (( ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ))[الأحزاب:36] وحق للفتاة المسلمة أن تمتلئ رعبا، وهي تقرأ قول الله تعالى: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))[النور:63] وليتنا تذكرنا موقف المؤمنات عند نزول قوله تعالى: ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما)، يعرفن بأنهن العفيفات الطاهرات المؤمنات.

وقد ذكر علماء التفسير أن الصحابة انقلبوا إلى بيوتهم يرددون هذه الآية فور نزولها، فقامت كل مؤمنة إلى مرطها فشقته ولبسته، وجئن إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كأن على رؤوسهن الغربان، لم يقلن حتى نقتنع، أو حتى نشتري خمارا ونقابا وغطاء، ولم يقلن حتى نكبر ونتزوج، ولم يقلن أهم شيء الأخلاق وطهارة القلب، وكل ذلك من وساوس وخطط شياطين الإنس والجن الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.

ونحن -إخواني وبناتي- لا نأخذ أحكام ديننا من المسلسلات، ولا من الممثلين والفنانات الفاجرات، ولكن نأخذ ديننا من كتاب ربنا وسنة نبينا وسيرة الصحابيات، وأرجو أن نقول لكل متبرجة ما قاله الشاعر الغيور:

أرأيت أمتنا بدون حضارة * حتى أتيت لنا بشرعة وليم
وتبعت مارى في جميع خصالها * فتخرجت سافرة كأن لم تعلمي

وقد أسعدني حرصك على متابعة صديقاتك، وإسداء النصائح لهن، وأرجو أن تكثري لهن من الدعاء، مع ضرورة بحث أسباب عدم الاستجابة وإزالة الشبهات إن وجدت، والحرص على عكس صورة مشرقة للمحجبات، وأرجو أن تجد كل فتاة في بيتها من يعينها على ذلك فإن لم تجد فعليها أن تدرك أن طاعة الله أعلى وأغلى.

وأرجو أن يدرك الجميع أن الحجاب للفتاة كالغطاء للحلوى، فإذا فقدت الحلوى غطائها أصبحت عرضة للجراثيم والذباب، وإذا تركت الفتاة حجابها أصبحت عرضة للأعين الفاسدة والأنفس المريضة، وعرضت نفسها لغضب الله، وهذا ما نرجو أن تدركه كل فتاة، ونحن على يقين أن في بنات المسلمين خيرا كثيرا، ولكن الأمر يحتاج إلى توضيح وإرشاد ونسأل الله الهداية للجميع.


مواد ذات صلة

الاستشارات