أعراض القولون العصبي وتأثيره على نقص الوزن

0 808

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لقد أتعبني القولون العصبي كثيرا، وانخفضت كرات الدم البيضاء ووصلت 3500، وعندي طبقة على لساني، ومنذ أربعة أشهر أصبت بحالة قلق ووساوس المرض، واشتكيت من أعراض مثل الإمساك والإسهال وتناوبهم والإخراج العادي، كما اشتكيت من عدم التوازن في أول الأمر لكنه زال، وكان يأتيني دوار خفيف وزال أيضا، وقد تم التشخيص على أنه القولون العصبي، وذلك لأني ضغطت على نفسيتي كثيرا جدا لمدة أربعة أشهر، وقد أجريت تحليلا للدم وكان جيدا عدا نقص كرات الدم البيضاء نوع (نتروفيلز)، فهل من الممكن أن يتسبب التوتر النفسي الشديد في نقص كريات الدم البيضاء والمسؤولة عن مناعة الجسم؟!

ثانيا: أشكو من أن البراز لونه زيتي، وقد قال لي الدكتور أن عندي عسرا في الهضم، وأعطاني دواء (ليبراكس، وجاست ريج، وريسك)، ولما بدأت في تناولهم عاد لون البراز طبيعيا، وكذلك الإخراج رجع طبيعيا في نفس التوقيت، لكن عندما أوقفت الدواء جاءني إمساك وصار البراز لونه زيتيا أو بنيا، فما سبب ذلك؟!

علما أن شهيتي دائما معتدلة لكن وزني قليل، ولدي طبقة مخاطية ليست سميكة أو مؤلمة على لساني، وقد قال الطبيب أنها أعراض اضطراب المعدة، كما يوجد على شفاهي السفلى في الزوايا جفاف أو بياض، لكن عندي عادة سيئة هي عض الشفاه، فهل يسبب ذلك في نزع جلدها أم هناك مشكلة أكبر من ذلك؟!

وقد سمعت أنه من الممكن أن يكون الذي عندي هو سوء امتصاص، لكن عندما أجريت التحليل للبراز لم يعلق الطبيب على سوء الامتصاص وإنما قال عسر هضم؛ لأن الأعراض غريبة، فما العلاقة بين الشفاه واللسان والمعدة وكرات الدم البيضاء؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح في رسالتك القلق والتوتر، وأود في البداية أن أوضح لك أعراض سوء الامتصاص حتى تطمئن أن ما عندك - كما يبدو لي من الأعراض التي ذكرتها - أنه ليس سوء امتصاص، وذلك لأن الأعراض العامة لمرض سوء الامتصاص تشتمل على الإسهال، وتكون الغازات والإجهاد وجفاف الجلد واضطرابات عقلية ووهن في العضلات وتوتر والتغوط الدسمي، والذي يكون فيه البراز شاحبا ودهنيا وبكمية كبيرة، أي أن البراز لا يكون زيتيا وإنما شاحبا، أي مائلا للبياض ويطفو فوق الماء على المرحاض، وزيادة القابلية لحدوث الكدمات، وخفة الشعر ونقص في الوزن، واضطرابات في البصر وبالأخص العشى الليلي.

كما يمكن أن تحدث لدى المصاب أنيميا وإسهال ونقص في الوزن مجتمعة، وإذا كانت التحاليل لم تظهر أن هناك ما يشير إلى أي مرض آخر غير القولون العصبي فهذا مطمئن جدا.

وكما تعلم فإن عليك أن تتاعيش مع القولون العصبي، وكلما زاد توترك زادت الأعراض، فالأعراض كثيرا ما تتأثر بالوضع النفسي للمريض.

وأما نقصان الوزن فصحيح أنه ليس من أعراض القولون العصبي إلا أن التوتر النفسي والقلق قد يسببان نقصا في الوزن، وأما عن مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) فلماذا تخاف منه إن كنت رجلا مستقيما، فالإيدز يأتي إما من طريق نقل دم أو انتقال عن طريق المعاشرة الجنسية خاصة الشاذة أو عن طريق ملامسة دم مريض مصاب بهذا المرض بجرح في اليد.

وأما اللسان فعلى ما يبدو أن هذا الذي تشكو منه هو اللسان الجغرافي، وهو لا يكون مؤلما وهي عبارة عن طبقة بيضاء تكون متوضعة بشكل عشوائي في اللسان تشبه الخريطة، وهي ليس لها سبب ولا تؤدي إلى شيء، والشيء المطمئن كثيرا أنك استجبت للدواء.

وأما موضوع حافة الفم فإنها تحتاج أن يراها الطبيب ليقدر ما هي، وكثير من الناس المعتادين على لحس حافة الفم باللسان يصابون بالتهاب في زاوية الفم وقد يكون السبب فقرا في الدم، وأرى أن تتابع مع الطبيب المعالج وأن تذهب عنك التوتر وتتعايش مع أعراض القولون العصبي، وإلا أتعبك كثيرا.

ولا يوجد علاج في العالم يشفي نهائيا من القولون العصبي؛ لأنه ليس مرضا عضويا وإنما هو مرض اضطراب وظيفي في القولون، لذلك فإن كل التحاليل والصور تكون طبيعية في هذا المرض.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات