السؤال
السلام عليكم..
يعاني الكثير من تعب بعد الانتقال من الصيام في شهر رمضان للفطر، فتكثر الأمراض الباطنية، فما هو الوضع الآمن للانتقال بينهم دون أي ألم؟ فأنا مثلا أصبت العام الماضي بنزلة معوية، وهذا العام أمي أول يوم العيد أصيبت برعشة ومغص في القولون وفي فتحة الشرج تمتد أحيانا للمعدة ولا ترتاح أو تهدأ إلا بعد قضاء حاجتها في الحمام، وبعدها صامت الست البيض، وكانت بخير، علما بأنها مصابة بنشاط الغدة الدرقية.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
كثير من الناس قد يصابون بالاضطرابات الهضمية بعد الصيام؛ وهذا يعود إلى أن المعدة تتعود خلال فترة الصيام على الراحة خلال النهار ولمدة قد تمتد لفترة 12 ساعة أو أكثر، وخلال هذه الفترة يصغر حجم المعدة، وبعد الصيام وخلال الأيام الأولى يكثر الطعام ويكثر معه تناول الكثير من الأطعمة والأشربة، ويخرج الأطفال في العيد وقد يتناولون أطعمة خارج المنزل، وقد لا تكون هذه الأطعمة نظيفة أو صحية وبالتالي تتخم المعدة.
وكذلك القولون، فإن مرضى القولون العصبي يكونون مرتاحين أثناء الصيام من القولون العصبي، أما بعد الصيام فقد يكون الصعب من الالتزام والابتعاد عن الأطعمة التي تهيج القولون، فكما تعلمين فإن هناك الأطعمة التي تحتوي على البهارات فإنها تهيج القولون، وبعض الناس لا يتحمل الحليب (اللبن) الذي يسبب عندهم تهيجا في القولون وزيادة في الأعراض، وهذا ما حصل مع والدتك، وعندما صامت الأيام البيض شعرت بالارتياح.
ولذا علينا مراعاة هذه الأمور الصحية في الأيام الأوائل بعد الصيام؛ حتى تتعود المعدة والجهاز الهضمي على الوضع الجديد، وهذا يحتاج لعدة أيام، فلا نتخم المعدة، ولا نربك الجهاز الهضمي بما هب ودب من الأطعمة والأشربة.
وبما أن الوالدة مصابة بنشاط الغدة، فلابد وأنها تتناول الأدوية لذلك، وهؤلاء المرضى يعانون من الإسهال كما تعلمين إذا كان المرض غير متحكم به.
نسأل الله أن يشفي هذه الوالدة الكريمة، وكل عام وأنتم بخير.