السؤال
تعرفت على شاب عن طريق النت، واستمر كلامي معه حوالي سنة باعتباره أخا لي يستشيرني وأستشيره، إلى أن اعترف لي بأنه يحبني، وشعرت نحوه بشيء قد يكون الحب، وأريد التأكد من أنه يحبني، مع العلم بأنه يريد أن يتزوجني، ولكن ظروفه الآن لا تسمح بذلك، مع بعد المسافة بيننا، وتركنا بعضا أكثر من مرة، ثم نعود ثانية، وأنا الآن بعض الأوقات أشعر بأني أحبه، وأوقات لا أعرف إحساسي، ودائما أشعر بالقلق من المستقبل؛ لأني لا أعلم أين نصيبي؟ فماذا أفعل الآن؟
مع العلم بأنه لم يرني إلى الآن، وأنه يقول لي: إنه لن يتركني، إلا إذا تأكد من أنه لن يقدر على الارتباط بي، أو عندما يشعر بظلمي عندما يتقدم لخطبتي شاب ظروفه جيدة، فماذا أفعل وأنا لا أستطيع نسيانه والابتعاد عنه، مع الخوف والقلق المستمر داخلي؟
أرجو مساعدتي، أريد معرفة هل ينجح الارتباط عبر النت وتصدق حقا مشاعر الطرفين حتى من قبل رؤية كل منهما الآخر؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الارتباط عبر النت محفوف بالمخاطر، والمعرفة من خلال الشبكة العنكبوتية لا تعطي إلا جزءا يسيرا من الحقائق، والإنترنت ميدان لا يخلو من الأشرار، والشيطان يستدرج ضحاياه، فانتبهي لنفسك، وعودي إلى صوابك ورشدك، ولا تقبلي إلا بمن يأتي البيوت من أبوابها، ويتميز بأخلاقه ودينه، وأشركي أسرتك وأهلك، واطلبي مساعدتهم في التعرف على كل من يتقدم، وعليك بصلاة الاستخارة، ثم بمشاورة من حضرك من أهل الخبرة والدين والدراية، واطلبي التوفيق ممن يملك الخير والهداية، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يحقق لك السعادة.
وأرجو أن تعلمي أن كل علاقة تحصل في الخفاء تكون وبالا على المشتركين فيها، فسارعي بالتوبة والاستغفار، وقد أسعدني حرصكم على عدم الرؤية؛ وذلك لأن الرؤية الشرعية لا تحصل إلا في حضور الأولياء، فإذا حصل الميل والتوافق بعد المقابلة، فخير البر عند ذلك عاجلة.
ولا بأس من تحريض الشاب على المجيء، وطلب يديك بعد أن يعلن توبته وندمه على ما حصل من التفريط.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بعدم رد الخطاب، وخاصة عندما يحضر صاحب الدين والأخلاق.
ولا شك أن الطريق إلى التخلص من هذه العلاقة يبدأ بالتوبة النصوح، ثم بإدراك خطورة التمادي في هذا الطريق الذي يجعل الفتاة تخسر ثقة أهلها، وقد تكون سببا في حرمانها من التوفيق، فإن للمعاصي شؤمها وثمارها المرة، كما أرجو أن تتخلصي من كل ما يذكرك به، واقتربي من أسرتك والصالحات، وراقبي رب الأرض والسموات، واعلمي أنك عندنا في مقام البنت والأخت، ونحن لا نرضى لبناتنا وأخواتنا الجري وراء السراب، ولا ننصحهن ببناء قصور الأوهام على الرمال، وأرجو أن لا تترددي إذا جاءك صاحب الدين والأخلاق، واعلمي أن الرجل الجاد يبدأ المشوار بمقابلة الأهل، ولا يخفى على أمثالك أن الرؤية الشرعية بحضور الأهل لها آثار كبيرة في مسألة اتخاذ قرار الارتباط، وقد مرت بنا تجارب من العلاقات عبر الإنترنت انهارت عند حصول الرؤية الشرعية، وحصل النفور والصدمة، وذلك لأن الكلام العذب يجيده الكثيرون، ولكن القبول والرفض أمر قلبي، والأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
وأرجو أن تعلمي أن الإسلام كرم الفتاة حيث جعلها طالبة عزيزة لا مطلوبة ذليلة، وتذكري أن الرجل لا يحترم الفتاة التي تقدم التنازلات، وأن معظم الباحثين عن شريكة العمر عبر الإنترنت معاقين اجتماعيا، وفاشلين في بيئاتهم وبين أقربائهم وجيرانهم، وحق للإنسان أن يخاف من أمثال هؤلاء.
ولذلك فأننا نستطيع أن تقول أن الشاب المناسب تتوفر فيه الشروط الآتية:-
1- قوة الدين.
2- حسن الخلق والأمانة.
3- الشجاعة التي تجعله يأتي البيوت من أبوابها.
4- القدرة على تحمل المسئولية.
5- أن يكون من أسرة مستقرة.
6- أن يحصل قبول له بعد الرؤية الشرعية، وحبذا لو تأكدنا من موافقة أسرته، وتعرفنا على سيرته وتعامله مع من حوله، ومن المفيد كذلك أن توافق عليه أسرتك.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.