السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأشكركم على هذا الموقع الذي أحرص دائما على تصفحه، وفي كل مرة أجد فيه مقالات قيمة، وأجوبة هامة على الاستشارات التي ترد عليكم، وبعد:
مشكلتي تكمن في أنني أجد نفسي أعاود تكرار الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي، فأحزن لذلك، وأستغفر الله وأتوب إليه. فأرجو نصحي حتى أستطيع ردع نفسي واتباع الصراط المستقيم.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sanae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بمن اختارت موقعها، وشكرا لابنتنا على تشجيعها وثنائها، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالها، وأرجو أن تكرري التوبة والاستغفار، حتى يكون الشيطان هو المخذول. واعلمي أن الله سبحانه سمى نفسه غفارا ليفغر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وسمى نفسه رحيما ليرحمنا، وسمى نفسه توابا ليتوب علينا، فإن الشيطان همه أن يحزن الإنسان، ونخشى أن يوصلك إلى مرحلة اليأس.
ولا شك أن حزنك على العودة إلى الأخطاء إيجابي، ودليل على أن فيك خير، ولكننا نتمنى تحويله إلى عمل إيجابي، وذلك بالانشغال بالحسنات الماحية، (( إن الحسنات يذهبن السيئات ))[هود:114]. مع ضرورة تذكر أن رحمة الله واسعة، وأنها تسبق غضبه. وتذكري أن كل بني آدم خطاء، وأن خير الخطائين التوابون، واعلمي أن الشيطان يحزن لتوبتنا، ويتأسف لاستغفارنا، ويبكي إذا سجدنا، فاحرصي على فعل ما يغيظ الشيطان، وابتعدي عن الشرور والعصيان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وهذه بعض الوصايا النافعة:
1- عليك بكثرة اللجوء إلى الله.
2- لا تنظري إلى صغر الخطيئة، ولكن تذكري عظمة من تعصيه.
3- أخلصي في توبتك، واصدقي في رجوعك، واعلمي أن توبة الكذابين هي أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل قلبه متعلقا بالمعاصي.
4- تخلصي من كل ما يذكرك بالمعصية مثل الصور والأرقام والآلات.
5- ابحثي عن صالحات يكن عونا لك على الطاعة.
6- تذكري أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه سبحانه يستر على الإنسان، فإذا تمادى في العصيان ولبس للمعاصي لبوسها هتكه وفضحه وخذله.
7- تذكري أن الموت يأتي بغتة، وأن التمادي في العصيان يتسبب في سوء الخاتمة.
8- لا يخفى عليك أن الله يعلم السر وأخفى، فكيف تعصي الله وهو يراك؟
9- قطع أسباب الوقوع في المخالفات.
ونسأل الله لك السداد والثبات. وبالله التوفيق.