السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهديكم أطيب تحياتي، وأتمنى لكم الصحة العافية، وجزاك الله خيرا.
قصتي أنني دخلت موقعا للزواج، وهذا الموقع يختلف عن كل المواقع الأخرى، موقع قبول، Www.kobool.com.
فهذا الموقع إسلامي، وبتطوير من شبكة المسلم، فالحمد لله قد وجدت من تحفظ 20 جزءا، ومن نفس بلدي، ونفس عاداتي وتقاليدي، أنا لم أرها بعد، ولكنها عرضت علي أن أقوم بزيارة ولي أمرها، وأنا أخبرتها بأني مستعد للعمل بذلك.
فهل ممكن شرعا أن أقوم برؤيتها قبل خطبتها وهي عند ولي أمرها؟ وما رأيك بالزواج عن طريق الإنترنت إذا كنا جادين في الموضوع، ولم ندخل للعب والفكاهة؟
أرجو الإجابة على أسئلتي؛ لأن لي عشرة أيام لآخذ القرار؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لا مانع من رؤيتها في حضور محرمها، ومن حقها أن تراك، فإذا وجدت في نفسك ميلا وقبولا، ووجدت نفسها مثل ذلك، فلا مانع من إعلان الرغبة والعلاقة بعد الاستخارة والاستشارة، والتوجه إلى من بيده الخير والهداية.
ولا شك أن العلاقة التي تنشأ عن طريق الإنترنت لا تعطي إلا جزءا من الحقيقة، ونحن لا نحيل إلى هذا اللون من العلاقات، ونشكر للحريصين محاولاتهم الجادة في التصحيح عبر هذا الموقع وغيره من المواقع، ونتمنى أن يكون هناك تشدد في الشروط، ومن المهم استبعاد فكرة التواصل عن طريق الصور أو التطويل في المراسلات والمكالمات، وأرجو أن يعلم الجميع أن الفتاة العاقلة إذا شعرت بميل رجل إليها سارعت بإعطائه عنوان والدها وإخوانها وأعمامها، مع ضرورة الانسحاب من الموضوع حفاظا على حيائها، ومحافظة على ثقة أهلها، وثقة من يريد أن يتقدم إليها، وأرجو أن تدرك بناتي الفضليات أن الرجل يحتقر من تقدم التنازلات، ويحترم من تلوذ بإيمانها وتتدثر بحيائها والمكرمات.
وإذا وجدت الجدية والرغبة في الخير سهل علينا قبول ذلك، ولكني أسألك كم هي نسبة الصادقين بين الراغبين في الزواج؟! وهل يصعب على الصادق في رغبته الاختيار بغير هذا الطريق؟ وهل فشلنا في وجود الفاضلات في الجيران والأهل والمعارف والأصدقاء حتى نبحث عن الزوجات في الإنترنت؟ وهل يستطيع إنسان أن يزعم أن الإنترنت مكان يغلب عليه الأخيار؟ وهل الأسماء المتقدمة للزواج حقيقية؟ وهل ستكون النفوس خالية من الشكوك إذا تم الزواج عن طريق الهاتف أو الإنترنت؟
وفي الختام أشكرك على حسن ظنك، ومرحبا بك في موقعك، واعلم أن البر ما أطمأنت إليه النفس، والعبرة في هذه المسألة بما يحصل بعد الرؤية الشرعية، وبصلاح دين كل منكما، ومن حقك أن تسأل عن أحوالها، ومن حق أهلها أن يسألوا عنك.
ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.