من سينقذ أمتنا من التأخر والتخلف؟ ومتى؟

0 354

السؤال

السلام عليكم.

من هم؟ وما هي صفاتهم؟ وكم أعمارهم؟ وما هي مؤهلاتهم العلمية؟ ومن أي جامعة تخرجوا الذين سينقذون أمتنا من التأخر وكوننا دولة نامية؟ متى سنستطيع إنشاء مركز مثل ناسا؟ متى سنصنع طائرة ركاب أسرع من الصوت مثل الكونكورد؟ متى سنذهب للقمر وننشئ محطة أرصاد فلكية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التفوق هبة من الله، والنجاح لا ينال بالنوم والكسل، والإسلام غير مسئول عن تأخرنا، بل أن بعدنا عنه هو سبب تخلفنا، وعندما تمسك الأجداد بالإسلام حملوا مشاعل العلم وأناروا الدنيا بعد أن كانت مظلمة، وقد أحسن من قال:
كانت أوروبا ظلاما ضل سالكه *** وشمس أندلس بالعلم تهديه
كنا أساتذة الدنيا وقادتها *** والغرب يخضع أن قمنا نناجيه
واليوم بقينا لعز فر من يدنا *** فهل يعود لنا ماض نناجيه
وأرجو أن أبشرك بأن أمتنا بدأت تسير في الطريق الصحيح وشرعنا في إنشاء أماكن التقنية العليا في كثير من الدول العربية، ولا شك أنك علمت بخبر إنشاء الأكاديمية العليا للأبحاث والدراسات في المملكة، ونحن ننتظر من شبابنا أن يكون عالي الهمة.
وذلك لأن الأوطان تبنى بسواعد أبنائها، وأرجو أن يعلم الجميع أن قيمة الإنسان وأثره يكون بتقواه ثم بما يقدمه للبشرية،وقد قال علي رضي الله عنه:
ومقدار كل امرئ ما قد كان يحسنه *** والجاهلون لأهل العلم أعداء
ولا شك أن سؤالك هذا خطوة في الاتجاه الصحيح، ونحن أولى الناس بالصعود والإنتاج، بل الحضارة الغربية اليوم تتكئ على طائفة من شبابنا الذين لم تفتح لهم الأبواب – في السابق – فاضطروا إلى الهجرة ووجدوا هناك التشجيع والتحفيز فأنتجوا وبذلوا، وأعدادهم أكبر من الحصر، ولازالت البلاد الصناعية الكبرى تشجع النابغين والموهوبين على الهجرة إليها.
ولا يخفى على أمثالك أننا دفعنا ثمنا غاليا عندما تخلفنا عن قيادة الدنيا، وخسر جميع أهل الأرض لأجل ذلك، وساد الدنيا من الأخلاق لهم فأدخلوا أنفسهم والناس في دائرة الشقاء والهلاك، وكانت بعض المنتجات وبال على الإنسان كالأسلحة الفتاكة وما نتج عن الصناعات من نفايات سامة.
وأرجو أن يدرك الجميع أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وأن صناعة المجد تحتاج بعد توفيق الله إلى عمل وجهد وبذل للأسباب، وقال الله لمريم: ((وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا))[مريم:25] وقد أحسن من قال:
ولو شاء ألقى إليها الثمر دون هز ولكن كل شيء له سبب.
وأرجو أن تعلم أن الحضارة إنجاز عالمي تظافرت فيه جهود الأمم وكان لأمتنا القدر المعلى واستيقظ الآخرون حين نمنا، والعودة إلى الريادة ليست صعبة لأننا نستطيع أن نبدأ من حيث وصل هؤلاء، وليتنا أخذنا منهم الجد والعلم والاجتهاد، ووهبنا لهم التوحيد والإيمان والصلاح، لكن طوائف منا – بكل أسف – أخذوا أسوأ ما عند القوم مع أن الغربيين لم ينهضوا إلا لما أخذوا أحسن ما عندنا وبعثوا أبناءهم لمراكز النور والعلم في الأندلس، وفي المشرق الإسلامي وكانوا يشترون المراجع والمصادر بأغلى الأثمان من أناس لم يعرفوا مقدار ما فيها من الخيرات – وعلى كل حال فنحن لسنا متشائمين طالما وجد في شبابنا من يكفر بهذه الطريقة ويسأل مثل هذه الأسئلة.
ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات