الشعور بالارتياح تجاه المخطوبة وعدم الشعور بالحب

0 287

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا شاب مقبل على الزواج -في فترة الخطوبة- إن شاء الله تعالى، وما زلت حائرا ولا أعرف ماذا أفعل، فأنا مرتاح فقط وليس هناك حب، وأما هي فتحبني وأنا متأكد من حبها لي، وما جعلني أتردد هو أنني مطلق وأخاف أن تتكرر المشاكل، كما أن عدم الحب جعلني أتخوف كثيرا، وأخاف أن أظلم إنسانة لا ذنب لها، وحينما أراجع نفسي أقول بأنني تجاوزت السن العادي للزواج، كما أن مزاجي عنيف وأغضب لأبسط الأشياء، وأرى بأن حبها لي سيجعلها تصبر معي وتتكيف مع غضبي، فما رأيكم؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الارتياح دليل على انسجام وتوافق الأرواح، ونسأل الله لك ولها الخير والصلاح، وأرجو أن تذكر الله في المساء والصباح وتكثر من اللجوء إلى الكريم الفتاح، فإن الدعاء من أعظم أنواع السلاح، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يجمعنا بك في داره التي أعدها لأهل الفلاح.

وأرجو أن لا تهتم أو تغتم لتجربتك الأولى، وعليك بطي صفحة الماضي بعد الاستفادة من عبرها ودروسها، وعجل بإكمال المراسيم، وأقبل على زوجتك، واحرص على إظهار مشاعر الود لها حتى ولو من باب المجاملة حتى تتحول إلى حقائق وثوابت، واعلم بأن الحب الحقيقي الشرعي هو ما كان بعد الرباط الشرعي، ولا يخفى على أمثالك أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا تبيح للخاطب التوسع في الكلام ولا تبيح له الخلوة بمخطوبته أو الخروج بها.

ومن هنا فنحن ننصحك بالإسراع في إكمال المراسيم، وتجنب أسباب التوتر والغضب وقابل وفاء زوجتك بالوفاء وإحسانها بالإحسان، واعلم أن خير الرجال خيرهم لأهله كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا فنحن نؤكد لك أن وجود الارتياح واختيارك لها من دون النساء وقبولك لشكلها دليل على أنك سوف تنجح في حياتك معها، فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف فاتق الله في نفسك وفيها، وإذا كانت صغيرة فأعطها حقها وحظها من اللطف والدلال، واعلم بأن الإنسان إذا كبر سنه وخاض تجارب ربما يعيش حياة تزيد فيها جرعات العقل على حساب العاطفة، ولكننا نتلقى الهدى من رسولنا صلى الله الذي تزوج من عائشة وكان يكبرها بما يزيد على الأربعين سنة ومع ذلك كان يلاطفها ويسابقها ويسامرها ويسرب لها من يلعبن معها من الفتيات الصغيرات، فعلم من ذلك حاجة الصغيرة إلى الإقبال عليها وإشباع عواطفها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأكرر لك التنبيه بضرورة عدم ربط هذه التجربة بسابقتها؛ لأن لكل إنسان أحواله المختلفة، وأنت بلا شك قد استفدت من تجربتك السابقة رغم مرارتها والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين، واعلم بأن السعادة نبع النفوس المؤمنة بالله الحريصة على طاعته الراضية بقضائه وقدره.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات