نصح الفتاة بعدم التردد في قبول الشاب المتدين

0 491

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين وبار بوالديه ولله الحمد، غير أنه يشترط أن ألبس النقاب، وإذا لبست النقاب فإنه يتوجب علي الجلوس في المنزل وترك العمل، مع العلم أني أعول والدي وعندي إخوة ذكور ولكن مشاغل الدنيا شغلتهم عن والدي، أي لا يساعدون في مصاريف البيت، وأدعو ربي دائما بأن يرزقني الزوج الصالح والذرية الصالحة، لكني أحببت أن يتركني أعمل لكي أساعد والدي، وأخاف من رفضي لهذا الشاب أن يعاقبني الله بحرماني من الزواج، فما العمل؟ وما الخيار الصحيح؟

علما أني في حيرة، ناهيكم أني لست في سن يسمح لي بالتماطل في اختياري، وأحب أن أكون أسرتي الخاصة بي.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رفض الزوج المتقدم أو القبول حق للفتاة وحدها، والعاقلة تستشير أهلها وتأخذ الموضوع بكافة جوانبه وأبعاده وتنظر لنهايات الطريق والآثار المترتبة على الرفض أو القبول، وأرجو بداية أن يتأكد أهلك من صلاح الشاب المتقدم وتتعرفوا على أخلاقه وتعامله مع من حوله، فإذا تأكد لهم أنه مناسب وأنه على خلق ودين فلا تترددي في القبول، ولا أظن أن هناك مانعا من مناقشته في موضوع العمل، وهل يمكنك أن تعملي في مدراس بنات أو في أماكن تتمكنين فيها من المحافظة على نقابك وخصوصياتك؟ وإذا كان يرفض العمل فهل بإمكانه القيام بمساعدة أسرتك ولو بالقليل؟ فإن التضحية والتنازلات ينبغي أن تكون مشتركة بين الطرفين.

ونحن لا نملك إلا أن نشجع بالقبول بصاحب الدين، وتلك وصية رسولنا الأمين، ولكننا مع ذلك نطالبك بالاستخارة وهي طلب للدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، وعليك بالمشاورة، ولن تخيب من تستخير ربها وتستشير من حولها من الصالحات وتنتفع من نصح محارمها.

كما أرجو أن لا يكون الرفض لأجل حرصه على النقاب، واعلمي أن ذلك الطلب دليل على غيرته وحرصه على صيانتك، وزينة المرأة المسلمة وقف على زوجها، وما ينبغي أن تظهر زينتها إلا إذا كانت بين أخواتها ومحارمها، وأما بالزينة الخاصة فلا يجوز إظهارها إلا للزوج بعد العقد الرسمي وإتمام مراسيم الزفاف.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وأوكد لك أن من حق الفتاة أن ترفض من تشاء ولكن ليس من حقها ولا من حق أهلها أن يذكروا الخاطب إلا بالخير ولا يقلل من قيمة الرجل رفض الفتاة له، وكل شيء بقضاء وقدر ولكل أجل كتاب، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.

ومن هنا فنحن نقول: إذا حصل الرفض بأدب واحترام فلا يترتب على ذلك ضرر على الفتاة ولا على أهلها، وأرجو أن يحسن الاعتذار في حال الرفض، وعليك بكثرة الدعاء، واقتربي من أهلك واحرصي على برهم وكوني في حاجة الضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات