مرض الذئبة الحممية المتعممة (الذئبة الحمراء) وعلاجه

0 570

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما هي الحمى الذئبية؟ وما طرق العلاج منها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Moth حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا المرض يسمى الذئبة الحممية المتعممة أو الذئبة الحمراء (Systemic lupus erythmatosus)؛ وهو من أمراض الجهاز المناعي، وتسمى هذه الأمراض بأمراض المناعة الذاتية؛ أي أنه يحصل لسبب من الأسباب اضطراب في الجهاز المناعي ويبدأ بتشكيل مضادات ضد أنسجة الجسم والذي في الوضع الطبيعي يجب ألا يشكل هذه المضادات لأن الجهاز المناعي عنده آلية خاصة لمعرفة أنسجة الجسم؛ وبالتالي لا يشكل أي مضادات ضد أنسجته.

ويصيب هذا المرض النساء أكثر من الرجال بنسبة 91%، وعادة ما يبدأ في سن المراهقة أو في العقد الثاني من العمر إلا أن هناك حالات إصابات لأطفال صغار أو كبار في السن.

ويعتقد الباحثون أن مرض الذئبة يتسبب عن مجموعة من العوامل، وتشمل الوراثة الجينية وربما حالة عدوى أو تغيرات هرمونية، وفي أغلب المرضى يكون مرض الذئبة طفيفا، وحوالي 20% من المرضى يشفون منه تلقائيا، وكثيرون آخرون يعيشون حياة شبه طبيعية رغم وجود الأعراض المزمنة.

ويعمل هذا المرض على مهاجمة النسيج الضام في الجسم كما لو كان غريبا مما يؤدي إلى إصابته، وفي بعض الحالات القليلة يؤدي إلى إصابة أعضاء حيوية مثل المفاصل والكلى والمخ والقلب.

وأغلب مرضى الذئبة تكون لديهم طفح جلدي على الوجه أو على الجسم وتساقط شعر الرأس، وبعضهم يعاني حساسية غير طبيعية لأشعة الشمس حتى بعد التعرض المحدود لها مع حدوث أعراض مثل الطفح الشديد والحمى، وتكون الحمى والإعياء والأوجاع والآلام الجسمية وفقدان الشهية ونقصان الوزن والغثيان والتوعك من ضمن الأعراض التي يعانيها معظم مرضى الذئبة، وبالاضافة إلى ذلك فإن كل المرضى يعانون من آلام وأوجاع بالمفاصل والعضلات، وأكثر مضاعفات الذئبة خطورة تشمل ما يقوم به جهاز المناعة من إصابة لأعضاء رئيسية بالجسم وخاصة الكلى، وإذا أصيبت الرئتان يمكن أن يحدث التهاب في غشاء الجنب أو غشاء القلب، وإذا وصل المرض إلى المخ والجهاز العصبي -وهذا نادر الحدوث- فإنها يمكن أن تسبب الصداع والنوبات التشنجية والهلاوس ونقصان الحركة أو الإحساس، ومع ذلك فالأكثر شيوعا هو حدوث خلل وظيفي ذهني أقل شدة مثل الاكتئاب أو تدهور التركيز الذهني.

كما أن مرضى الذئبة عرضة لاضطرابات في خلايا الدم، وهذا يعزى بصفة جزئية إلى الاجسام المضادة التي تهاجم وتدمر خلايا الدم المتخصصة وتشمل خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفيحات الدموية، وقد تتكون جلطات دموية في الأوردة والشرايين مسببة لعواقب وخيمة مثل السكتة المخية.

والنساء الحوامل اللاتي يصبن بالذئبة يكن أكثر عرضة لحدوث الإجهاض، ومع ذلك فمعظم النساء يكن قادرات على الاستمرار في الحمل حتى موعد الولادة مع توقعات جيدة لكل من الأم والمولود خاصة إذا كان قد تمت السيطرة على حالة الذئبة قبل حدوث الحمل وأثناءه.

وأما العلاج فيكون تحت إشراف الطبيب، والعلاج الأساسي هو الكورتيزون ودواء آخر يسمى (Chloroquine or hydroxychloroquine)، وهناك أدوية أخرى تستخدم حسب الحاجة، وقد يحتاج المريض أخذ العلاج مدى الحياة وخاصة (Chloroquine or hydroxychloroquine)، وتحتاج المريضة كثيرا لأخذ الفيتامين (د) والكالسيوم لتقليل إمكانية حصول هشاشة العظام بسبب الكورتيزون.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات