تطور المشاعر والعاطفة بين الزوجين بشكل تلقائي مع مرور الوقت

0 414

السؤال

أنا متزوج منذ 6 شهور، وحياتي مع زوجتي حياة طيبة والحمد لله، فنحن نتعامل بما يرضي الله، ونسعى إلى رضا ربنا عنا، ودائما أقول لها أحبك، وأنها حبي الأول والأخير، وهي تبادلني نفس الكلمة.

في قرارة نفسي لا أعرف إن كنت أحبها فعلا من قلبي أم هو حب العقل المبني على أسباب مادية، فكيف لي أن أعرف ذلك؟ وأريد أن أهيم بزوجتي حبا وعشقا وشوقا، وأن تشغل زوجتي كل عواطفي، فكيف أكون هذا الرجل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Samir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن مشاعر الحب والود تتعمق بمرور الأيام خاصة إذا تعاونتم على رضى الملك العلام، وحرصتم على تبادل الاحترام وسرتم على خطى رسولنا عليه الصلاة والسلام، ونسأل الله أن يوفقك للخير على الدوام، ومرحبا بكم في موقعكم بين الآباء والإخوان.

أرجو أن يعلم الجميع أن شجرة الحب فرع من محبة المؤمن لربه، وهذه الشجرة تسقى بأريج الإيمان والأخوة والتفاهم والاحترام ويقوى عودها بالتنازلات وعدم طلب المستحيلات، وتتعمق جذورها بمجيء البنين والبنات، مع ضرورة تنمية الإيجابيات، وحسن التعامل مع ما قد يظهر من السلبيات.

قد أسعدني الإعلان المتبادل للمشاعر، فإن لذلك آثارا عظيمة، وأرجو أن تحرص على كثرة الثناء والمدح لما فيها من الإيجابيات، مع ضرورة أن يكون المدح مفصلا، كما أرجو أن تقدم لها في كل يوم هدية، وإن كانت قليلة القيمة فإن الأنثى تهتم بمعنى الهدية قبل قيمتها بخلاف الرجل، وقد أحسن بعضهم عندما قال: (لا تعط الأنثى أربعين وردة في يوم واحد)؛ لأنها تريد وردة واحدة في كل يوم، فهي كالزهرة التي يقتلها الماء إذا صب عليها بكثرة، والفلاح الماهر يعطي الزهرة رذإذن من الماء يوميا لتظل نضرة فواحة.

أرجو أن يعلم الجميع أن الرجل يجدد مشاعره بالخروج للجمع والجماعات ومواطن العمل والخيرات، وأن الأنثى تجدد مشاعرها بالزينة والديكور والكلام الذي تبث خلاله آمالها وآلامها، ولابد للرجل أن يكون دقيق الملاحظة كثير الثناء واسع الصدر حتى يتيح لزوجته أن تتلكم، مع ضرورة أن يشاركها بالسماع الإيجابي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة رضي الله عنها حين قصت عليه خبر النسوة اللائي تعاهدن وتعاقدن على أن لا يكتمن من خبر أزواجهن شيئا، ورغم كثرة مهامه وأشغاله إلا أنه جلس يستمع ويتفاعل حتى قال لها: (كنت لك كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك).

هذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن لا يطغى حبك لزوجتك على حبك لله، وأرجو أن تأخذ كل قضية حجمها المناسب، واعلم أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، فأكثروا من النوافل المشتركة كالصلاة والتلاوة والقيام وطلب العلم الشرعي.

نسأل الله أن يؤلف بينكم وأن يجمع بينكم على الخير دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات