أهمية التعامل بالحسناء مع المسيئ

0 564

السؤال

هل التعامل بنية صافية وصادقة، ومراعاة الضمير أصبح شيئا نادرا في هذا المجتمع؟ وهل الدخول في تجارب غير ناجحة في التعامل يدل على عيب في الشخصية نفسها أم يدل عدم التمسك بالقيم والأخلاق من جانب الآخرين؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الإنسان يعطى بقدر نيته، ويسعد بصفاء طويته، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، فقدمي الخير وانتظري من ربك الخير وهنيئا لمن عامل الناس بنية صافية، هنيئا لكل من يبيت ويصبح وهو لا يحمل للمسلمات والمسلمين سوى الخير والأماني الطيبة، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، ونسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يكفيك شر الأشرار، وأن يلهمك طاعته وكثرة الاستغفار، وأن يحشرنا وإياك في صحبة رسولنا المختار.
وأرجو أن لا يدفعك غدر الخائنين ومكر الماكرين إلى ترك ما أنت عليه من الخير والدين، واعلمي أنك مأمورة بأن تؤدي الأمانة لمن ائتمنك ولا تخوني من خانك؛ وذلك لأن المسلم مطالب أن يصل من قطعه ويعطي من حرمه، ويعفو عمن ظلمه، وقد قال الله لرسوله: ((خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين))[الأعراف:199]، وأمرنا سبحانه بأن ندفع بالتي هي أحسن، وقد أحسن من قال: (فإنك ما جازيت من أساء إليك بمثل أن تحسن إليه).
والمسلمة تكون بذلك كالشجرة التي يرميها الناس بالحجارة فتعطيهم أطيب الثمار .

لا يخفى عليك أن المؤمنة لابد أن تكون كيسة فطنة فهي لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، وقد قال عمر رضي الله عنه: (لست بالخب وليس الخب يخدعني).
وقد وجه الله المؤمنين فقال: ((يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم))[النساء:71].
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وأرجو أن لا تعممي الأحكام، واعلمي أن في الناس أخيارا وأطهارا وصالحات وطيبات؛ لأن الخير باق في أمة النبي صلى الله عليه وسلم، فاحرصي على التعامل مع أهل الخير، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، وتوددي إلى الصالحين منهم، وعودي نفسك بكثرة الدعاء، وقدمي بين يدي أعمالك الاستخارة، وشاوري أهل الخبرة والدراية، ثم توكلي على من بيده التوفيق والهداية.
ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يسهل أمرك ومرحبا بك.

مواد ذات صلة

الاستشارات