السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لماذا تنجح الشراكة التجارية بين الأوروبين ولا تنجح عند مسلمي اليوم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لماذا تنجح الشراكة التجارية بين الأوروبين ولا تنجح عند مسلمي اليوم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن الله سبحانه بين النجاح في الحياة الدنيوية على أسس وسنن، وجعل للنجاح أسبابا ومؤهلات، وقد علم كافة العقلاء أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وقال الله لمريم: ((وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا))[مريم:25].
وقد أحسن من قال:
ولو شاء ألقى إليها الرطب ** ولكن كل شيء له سبب
وأرجو أن نقرر بداية أن التسويف وعدم الاجتهاد، والتخلي عن الأسباب، وعدم الوفاء بالعهود والالتزام، والمجاملات السالبة، والاتكالية، ليست من صفات المسلم الحق، وأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله، وأن الذي يقهر نفسه أفضل من الذي يفتح مدينة، والذي يزعج حقا هو تكاسلنا في طلب العلم وزهدنا في العمل والإنتاج مع أننا أمة العطاء الذي جاء على لسان رسولها صلى الله وسلم: (إذا قامت القيام وفي يد أحدكم فسيلة فاستطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل) وتقوم القيامة لتؤكد قيمة العمل ومكانة العاملين.
ولا شك أن الأوربيين نجحوا لأنهم بذلوا الأسباب ورفعوا قيمة العمل وحرصوا على عمارة الدنيا ويصدق عليهم قول الله ((يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون))[الروم:7] ولا شك أننا نحتاج للجدية التي عندهم وهي بضاعتنا ولست أدري متى نعيدها إلى رحابنا؟ وكم تمنينا أن نقوم بنشر رسالتنا، فأهل أوروبا أشد حاجة لما عندنا من الهداية ولا نجاة لحضارتهم إلا إذا مددنا لهم أيدينا وبذلنا لهم ما عندنا من الهداية والخير، وأرجو أن نتعرف على الأشياء التي ننتفع إذا أخذناها منهم فإن المفتونين والمخدوعين يريدون منا أن نأخذ القشور حتى قال بعضهم لابد أن نأخذ القذرات التي في بطونهم، وأمثال هؤلاء هم الذين تسببوا في تأخرنا وضياعنا؛ لأن الدول الإسلامية أرسلتهم لأخذ العلوم والتقنية فرجعوا بشعور طويلة وأظفار لامعة وعقول منكوسة هذا إذا رجعوا إلى أوطانهم، وهناك طائفة من الجادين المجتهدين العلماء لم يجدوا من يحسن الاستفادة من قدراتهم بل وجد من يضايقهم فاستفادت منهم الحضارة الأوروبية التي تتكئ على طائفة من أبناء البلاد الإسلامية الذين أنتجوا هناك عندما وجدوا من يقدر العمل ويكافئ المجدين العاملين.
وقد نجحت الشراكة بين القوم لأنهم أدركوا مصالحهم وعملوا من أجلها، ولأنهم صدقوا مع بعضهم، وقام كل شريك بدوره كاملا ولذلك نجحوا، وسوف ننجح أكثر منهم إذا توفرت فينا الصفات المذكورة أعلاه؛ لأننا نزيد عليهم بتوفيق الله وتأييده، ونزيد عليهم بعنصر البركة، ونزيد عليهم بأن المخلص عندنا ينال الجزاء في الدنيا والآخرة.
ونسأل الله أن يصلح الأحوال.