السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من العلي القدير أن تتمكنوا بقدرته أن تجدوا لي علاجا لهذه البقع الحمراء التي تغطيها قشرة تشبه قشرة الجرح بعد انسداده، والتي تزول بعد كل استحمام ثم تعود ثانية بعد نصف يوم من الاستحمام -أعني القشرة- لكن البقع دائما متبقية رغم أنني استعملت من قبل مرهما وحقنة لكن دون جدوى.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل البدء بالإجابة كان بودي أن تذكر ما هي الأدوية التي استعملتها ومن وصفها لك وهل قمت بزيارة طبيب متخصص بالأمراض الجلدية أم لا؟ وماذا كان تشخيصه لو تمت زيارته؟ حيث أن الوصف السابق من الاحمرار والقشرة في هذه المنطقة قد تدل احتمالات عديدة ولكن نقص البيانات المعطاة ينقص التركيز على مرض بعينه، ولذلك قد نضطر للتفصيل في عدة أمور بينها تداخل وتشابه، مع ترشيح العامل الجرثومي أكثر من غيره.
وقبل الشروع في الإجابة يجب أن ننفي وجود أولا الداء السكري، وثانيا الأكزيما البنيوية، وثالثا التماس مع مواد كيمياوية والألياف الاصطناعية والتركيبية، وبعدها فالحل سهل والعلاج متوفر، ولكن علينا أن نفكر بالأسباب والتخلص منها قبل كل شيء.
ونعرض الآن الاحتمالات الممكنة مع وصف مختصر لكل منها:
1- الدمامل: فأما الدمامل فمن أسبابها الرضوض الموضعية، أو استعمال ملابس ضيقة نايلون عند من عنده القابلية لتشكل الدمامل، ومن أسبابها أيضا ضعف المناعة، وقلة التغسيل، والبدانة، ووجود السكري.
وأما لعلاجها والتخلص منها فيجب تحسين الحالة العامة، مثل نفي وجود الأمراض المرهقة والمزمنة، مثل الداء السكري، ويجب استعمال الماء والصابون بشكل دوري للغسل اليومي أو شبه يومي، خاصة بعد التعرق أو الحركة والتعب، كما يجب استعمال المضادات الحيوية الموضعية، ومن المهم جدا عدم عصر أو تفريغ الدمامل لأن ذلك يخرب الغلاف الواقي الذي يضربه الجسم لحصار الالتهاب، وفي حال عدم الكفاية يجب إجراء مزرعة وأخذ المضادات (المضادات الحيوية ) حسب ما تظهره نتائج الزرع، وتحت إشراف طبيب، ويجب أيضا تغيير الملابس الدوري، وتجنب المأكولات السكرية.
وأما في حال عدم جدوى كل ما ذكرنا فعندها تصبح مراجعة الطبيب ضرورة والمتابعة معه لابد منها، ولا يجب استئصال الدمل، ولا يجب حتى لمسه لأن التداخل عليه هو من أهم أسباب النكس أو تكرر الإصابة.
2- التهاب الغدد العرقية، فإن التهاب الغدد العرقية القيحي هو حالة مزمنة تتظاهر كالدمامل فقط في مواضع خاصة مثل الإبط والعجان (المنطقة بين الخصية والشرج وما يحيط بهما) وهي تظهر بعد البلوغ فقط، ويمكن التخفيف منها بعدة طرق، ولكن يفضل أن تكون تحت إشراف طبيب أمراض جلدية، ومن العلاجات:
استعمال المضادات الحيوية ولفترات طويلة، ويفضل اختيارها حسب ما يرشد إليه الزرع.
ومنها الجراحة وهي جراحة محافظة ليست خطيرة ولا تخيف، وليست مشهورة بالمضاعفات وبالتأثير على الخصية ولكن تتطلب جراحا ثقة من الناحية الطبية، وثقة من الناحية الأخلاقية.
قبل الجراحة من الممكن تجريب كورس روأكيوتين فقد يعطي نتيجة واستعماله أسهل من الجراحة (الجرعة الكلية طيلة الدورة العلاجية هي 120 مغ لكل كغ، تؤخذ بمعدل 20 - 40 مغ يوميا إلى أن تتم الجرعة الكلية، وهذا العلاج يعطي نتائج معقولة ومقبولة) ويؤخذ تحت إشراف طبيب.
كما يمكن تجريب الحقن ضمن الغدد إما الكورتيزون الممدد أو المضادات الحيوية الممددة مع الكورتيزون، وهي تفيد في الحالات المحددة الموضعية أو البسيطة وتؤخذ تحت إشراف طبيب وبيده.
3- إن الذين يمشون لفترات طويلة قد يصيبهم مرض بين الفخذين يسمى المذح أو الصماط، وهو احتكاك الجلد وتسلخه بسبب تعطن الطبقة السطحية من الجلد، وإن هذا التغير في الجلد يغير من مقاومته فيسهل إصابته بالخمائر بالدرجة الأولى أو بالفطريات أو بالجراثيم.
4- داء الفطريات المغبني: وهو مرض حاك وقد تكون الحكة فيه شديدة جدا كما تقول.
• ويكون محدد الحواف واضح المعالم ذو هامش فعال واتجاه نابذ مرتفع ومركز أنقى، منخفض نسبة إلى الحواف.
• غالبا ما يزيد بالرطوبة والاحتكاك والتعرق وأشهر الصيف الحارة الرطبة، أو يكون مصاحبا لمرض السكري كما ذكرنا أعلاه.
• وعند المتزوجين فهو غالبا ما يصيب كلا الزوجين لأنه ينتقل بالتماس ومع ذلك فهو ليس خطيرا وعلاجه سهل سليم ميسر.
• تشخيصه يتم بالفحص السريري أو المجهري المباشر أو بالمزرعة الفطرية.
• العلاج هو مضادات الفطريات الموضعية على شكل كريم (مثل الكلوتريمازول أو الإيكونازول أو ميكانازول أو غيرها) كما ويحتاج تطبيق الكريم مرتين يوميا إلى ما بعد اختفاء جميع الأعراض والعلامات، وينبغي غسل الملابس الداخلية وغليها وكويها لمنع إعادة العدوى منها.
• وأما الحكة فيمكن السيطرة عليها بمضادات الهستامين مثل الزيرتيك والكلاريتين وهما لا يسببان النعاس، ويمكن أخذهما أثناء النهار، كما ويمكن أخذ الأتاراكس 10 مغ ليلا ولكنه قد يسبب شيئا من النعاس وتؤخذ مضادات الهستامين ريثما يتم القضاء على الفطريات بمضاداتها.
5- الحزاز المحصور، أو كما يسميه البعض التهاب الجلد العصبي والصدفية، وبسبب تشابههما فسنناقشهما من خلال مقارنتهما ببعض:
• إن وجود بقع حمراء مغطاة بوسوف أو قشرة بيضاء يتماشى مع الصدفية.
• تكون البقع أو الآفات الصدفية واضحة الحدود تماما، وتكون بأحجام مختلفة قد تشكل لويحات كبيرة جدا، بينما الحزاز هو تجمع لحطاطات صغيرة متزاحمة، والقشور قليلة واللون أقرب إلى البنفسجي منه إلى الأحمر أو الوسوف البيضاء.
• الصدفية غالبا غير حاكة إلا إذا تهيجت من الأدوية، أو كان المريض عصبيا رافضا لها، أو كانت في الطويات كما هي شكواك.
• الصدفية غالبا تصيب فروة الرأس ولا تؤدي لتشكيل ندبات، وقد تصيب الجلد فوق المفاصل، وليس من الشائع إصابته للثنيات، بينما الحزاز المحصور يصيب مواضع تنالها اليد بالحك.
• الصدفية تصيب الأظافر بحفر صغيرة أو تصبغات أو تسمكات تحت الأظافر أو انفصال الظفر جزئيا عما تحته، بينما الحزاز المحصور لا يصيب الأظافر.
• وجود قصة عائلية من الصدفية يرجح الصدفية، بينما في الحزاز لا يوجد قصة عائلية.
• الصدفية ذات مسيرة متفاوتة بين التحسن والزيادة وذات هجمات فصلية، فهي غالبا تتحسن صيفا وتزداد شتاء، بينما الحزاز ذو مسيرة أكثر استقرارا والأغلب فيه الحكة.
• الصدفية أكثر تأثرا بالانفعالات النفسية والقلق والخوف، والحزاز المحصور يكثر عند العصبيين.
• يندر أن ينتشر الحزاز المحصور، بينما الصدفية تنتشر وتصيب مساحات متفاوتة.
• قد يصاب الصدف بالتحزز نتيجة الحكة الشديدة.
• وقد يكون هناك حزاز وصدف بآن واحد ولكن هذا نادر.
• صورة للمرض كانت تغني عن كل ما رسمناه بحروفنا.
نؤكد على ضرورة استعمال الهيدروكسيزين لأنه مهدئ للحكة والنفس، وقد يمنع بعض المضاعفات سواء أكان المرض صدفية أم حزازا.
في الختام يجب تأكيد التشخيص، وذلك من خلال زيارة الطبيب لإجراء الفحص المباشر السريري أو المجهري لنفي أو لإثبات الإصابة بالفطريات، فإن كانت فطريات فاتباع ما ذكر أعلاه وتجنب الكورتيزونات على هذه المواضع، وإن كان المرض حزازا فالعلاج باستعمال مضادات الهستامين والللوكاكورتين فيوفورم، وإن كان صدفية فيفضل البدء بترافوكورت مع مضادات الهستامين، ولكن الأمر يحتاج متابعة، وإن كان التهاب الغدد العرقية القيحي، أو الدمامل، فما ذكرناه يكفي.
ونسأل الله لكم السلامة والشفاء، ولكن وبأي حال لا يمكن الاستمرار على هذه الأنواع من الأدوية لفترات طويلة دون إشراف طبي.