السؤال
السلام عليكم.
رجل متزوج منذ أكثر من 10 سنوات، وعندي أولاد وبنات، لكنني بصراحة أحب النساء، وأحس أن زوجتي غير قادرة على تغطية حاجاتي العاطفية والزوجية، مع أنها تحبني كثيرا كثيرا كثيرا، ومستعدة للموت من أجلي، وتحاول أن تفعل ما أحب، وتبتعد عن كل ما أكره قبل أن أقوله أو أطلبه، ولكنني أحس بفراغ عاطفي في كثير من الأحيان نظرا لانشغالها عني بالأولاد والمنزل.
فما توجيهكم حفظكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bodo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهل أخبرتها بما تجد في نفسك؟ هل شكرتها على رعاية أولادك؟ وهل أعطيتها أنت حقها من العواطف والاهتمام والرعاية؟ وهل تثني على إيجابياتها؟ وهل تمهلها حتى تأخذ حقها من المتعة في الفراش؟ وهل تجلس معها وتستمع لآمالها وآلامها؟ وأرجو أن تتأمل هذه التساؤلات فإنه إذا عرف السبب بطل العجب وسهل إصلاح الخلل والعطب.
وقد أسعدني إنصافك لزوجتك واعترافك بفضلها، وهنيئا لك بزوجة تطلب رضاك، وأرجو أن تضع هذه الإيجابيات الضخمة إلى جوار ما عندها من نقص، وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى هذا فقال: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
وأرجو أن تعلم أنك لن تجد امرأة ليس فيها عيوب، كما أننا معشر الرجال لا نخلو من النقائص والعيوب، وفي النساء عوج، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تستمتع بها على ما فيها من العوج، وإذا كانت زوجتك تتطلب رضاك فما عليك إلا أن تبين لها ما يرضيك وتشجع كل خطوة إلى الأمام ولو كانت قليلة.
وأرجو أن تعرف الزوجات أن الرجل قد يجد الطعام وقد يجد النوم في الفنادق، وقد يجد الضحك في المسارح ولكنه لا يجد السكن إلا عند زوجته، ويؤسفنا أن نقول أن بعض الزوجات تجعل بيتها كالفندق في نظافته، وكأحسن المطاعم من جانب الأكل والشرب، وتنسى أن حاجة الرجل الأساسية هي السكن والمتعة التي لا يجدها بالحلال إلا مع زوجته، ومن الفراش يبدأ النجاح ولله در أم سليم التي تهيأت لزوجها رغم أن طفلهما قد مات، وكانت الصديقة رضي الله عنها تقضي ما عليها من صيام رمضان في شعبان؛ لأنها كانت تتلمس حاجة النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وسردت الصيام بعد وفاته رضي الله عنه.
كما أرجو أن أقول لأخواتي وبناتي ألا تهمل الزوج، فإنه مثل أطفاله، وقد يغار بعض الرجال من اهتمام زوجته بأطفاله وإهمالها له، وأرجو أن تعلم كل زوجة أن الأصل هو الزوج، وأن طاعته مقدمة، وأننا في عصر الفتن، وأن قبلة الوداع مضاد للفتن والشهوات، كما أن قبلة الاستقبال تفريغ لثوران الشهوات.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة التفاهم مع زوجتك في كل هذه الأمور بالهدوء ومن الضروري أن تذكر لها ما فيها من الإيجابيات والخيرات، والندامة واجتهد في اكتشاف جوانب الإثارة عندها والتأثير وصارحها باحتياجاتك.
ونسأل الله أن يوفقكم واعلموا أن التعاون على الطاعات والتوجه إلى رب الأرض والسموات هي أركان كل صلاح وإصلاح، قال تعالى: (( وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ))[الأنبياء:90].
وبالله التوفيق والسداد.