السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب خاطب منذ فترة قصيرة، وخطيبتي تصغرني بتسع سنين، وأنا لا أعرف كيف أعاملها، ولأنها صغيرة السن وقليلة الكلام، وأنا أثق في أخلاقها ثقة أكيدة، ولكنها تعاملني بحذر، فهل هذا الحذر هو خوف أم أنها (تثقل علي؟). بالله عليكم أفيدوني أفادكم الله، علما بأنها متدينة وملتزمة، ولكنها متهورة بعض الشيء.
والله الموفق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن قلة كلامها دليل على حيائها، والحياء خلق الإسلام، وهو أغلى ما تملكه الفتاة، فاحفظ لها وقارها وحياءها، واعلم أن المخطوبة أجنبية عنك، وأن التوسع في العلاقة في فترة الخطبة لا مصلحة فيه، وإذا كانت صاحبة دين، وأنت واثق من أخلاقها واخترتها من بين سائر بنات جنسها، فاحمد الله على ذلك، وسارع بإكمال مراسيم الزواج؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها أو التوسع في الكلام معها.
واعلم أن الصواب في أن تكون المعاملة بحذر، وننصحكم بأن تحتكموا لشريعة الله حتى يبارك الله لكم، فإن لكل مخالفة آثارها الخطيرة، وثمارها المرة، وإذا اضطررت لأخذ رأي المخطوبة في أشياء أساسية فليكن تحت سمع محارمها وبصرهم، فإن ذلك يزيد ثقتهم فيك وفي ابنتهم، ولا تغتر بكثرة من يخطئ في هذه الأمور.
إنه ليؤسفنا إن نقول: إن الناس في هذه المسألة بين إفراط وتفريط، فمنهم من يمنع الخاطب من رؤية المخطوبة، وهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وكأن هؤلاء يظنون أنهم أغير على الأعراض من الذي قال: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينهما).
وهناك من يتساهل فما يكاد الشاب يخطب ابنتهم إلا وفتحوا له الأبواب، وسمحوا له أن يخرج بها ويسافر معها دون وجود محرم من محارمها، وهذا مخالف لأحكام وآداب الشريعة.
لا شك أن التسرع والتهور متوقع من بعض الصغيرات، وعلى الرجل أن يعرف نفسية زوجته ويتعامل معها بحكمة ولطف، وأن يتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).
أرجو أن تعلم أن الفتاة في هذه السن يكون عندها توتر لاضطراب نفسيتها في فترة المراهقة، ومما يزيد من توترها أن يكون أهلها يريدون شيئا وأنت تريد شيئا، وربما كانت هي تريد شيئا مختلفا.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة التقيد بأحكام وآداب الشرع، وعليك بالمسارعة في إكمال المراسيم، كما أرجو أن تجتهد في الدعاء لها ولنفسك، وننصحكم بتجنب الأعراف والعادات التي تخالف شريعة الله.
وبالله التوفيق والسداد.