كيفية علاج مشكلة البيت المليء بالسب والشتم والغضب

0 401

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أعيش في وسط مليء بقلة الأدب، لا أقصد قلة الحياء، أمي كثيرة الدعاء، مما جعلني مثلها وأغضب لأتفه الأسباب ولساني عقدني، فأنا أحس بنفسي كالحيوان -أعزكم الله-، كلما استيقظت أقول: إن شاء الله سأتأدب اليوم، ولكن سرعان ما أبدأ في الشتم والسب! ولكن لا أقول كلاما فاحشا، ولكني كثيرة الدعاء على إخوتي أو أبناء أختي التي هي أكثرنا بلاء، ماذا أفعل؟ أخاف أن أكون أسرة في المستقبل مبتلاة مثلي!
إضافة إلى أني لا أستمع للأغاني ولكن أضطر لذلك لأن أخواتي كلهن يستمعن للأغاني، مما يؤدي إلى ضعف إيماني كثيرا، ما الحل؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Wahda حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا محاسبون على ما نتكلم به، والمؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، وسباب المسلم فسوق، فاتقي الله في نفسك واجتهدي في حفظ لسانك وعوديه كثرة الذكر، وامنعيه من كل ما يغضب الله، فليس شيء أحق بطول الحبس والسجن من اللسان، وقد دخل الفاروق على الصديق -رضي الله عنهم- فوجده ممسكا بلسانه يجذبه، فقال له يا خلفية رسول الله! فقال الصديق: ( هذا الذي أوردني الموارد)، ولا يخفى عليك أن رسولنا نهانا عن الدعاء على أنفسنا أو أموالنا أو أولادنا؛ لأن ذلك قد يوافق ساعة يعطي فيها عطاء فتحصل الندامات والحسرات، وحبذا لو عودنا أنفسنا الدعاء بالخير كلما غضبنا، فإن بعض الناس إذا غضب قال: (الله يهديكم) (الله يصلحكم) ونحو ذلك من العبارات الطبية.

وقد أثبتت الدراسات أن الغضبان يستطيع أن يفرق شحنة الغضب بنحو هذه الكلمات خاصة إذا قالها بصوت مرتفع، وأفضل من ذلك أن نلتزم بما ورد عن رسولنا من توجيهات للغضبان، وذلك بأن يسكت ويتعوذ بالله من الشيطان ويذكر الرحمن ويغير هيئته ويترك المكان، فإن كان الغضب شديدا توضأ وصلى.

وقد أسعدني اهتمامك وأحرجني سؤالك؛ لأنه يدل على أنك تشعرين بخطورة ما يحصل في بيتكم من السب واللعن والدعاء بالشر، فكرري المحاولات وتوجهي إلى رب الأرض والسماوات، وبيني لأهل البيت خطورة ما يحصل، فإن اللعن لا يجوز حتى للعجماوات، وتذكروا أن الصغار يتعلمون منكم، ومما يعينكم على ترك ذلك ما يلي:

1- اللجوء إلى الله.

2- تذكر خطورة السب واللعن من الناحية الشرعية.

3- عمارة البيت بالذكر والتسبيح والتلاوة والصلاة.

4- مراقبة الله.

5- مصادقة الصالحات.

وتذكروا أن رجلا شكا لابن المبارك من ولده؟ فقال له ابن المبارك: لعلك دعوت عليه. فقال الرجل: نعم. فقال ابن المبارك: اذهب عني فأنت أفسدته.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يلهمكم السداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات