جريمة الزنا وأضرارها

0 341

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هل الزنا حرام؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو منير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الزنا من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله، وقد قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم- أي الذنب أعظم؟ فقال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قيل ثم أي؟ فقال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قيل ثم أي؟ فقال: أن تزاني بحليلة جارك) وتصديق ذلك في كتاب الله حيث نجد قول الله جل وعلا: (( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ))[الفرقان:68-69]، وكلها جرائم قتل كما قال صاحب الجلال؛ لأن الشرك بالله قتل للفطرة التي فطر الله الناس كلها، وقتل النفس وقتل هذا الإنسان الذي كرمه الله، والزنا قتل للعفاف والطهر والخير في المجتمعات.

وأرجو أن تلاحظ أن القرآن لم يحرم الزنا فقط وإنما حرم الوسائل الموصلة إليه فحرم النظرة والخلوة؛ لأن الشيطان هو الثالث وحرم الغناء لأنه بريد الزنا، وباعد بين أنفاس والرجال حتى صلاتهم وسجودهم للكبير المتعال، وجعلت الشريعة أفضل صفوف الرجال أولها لبعدها عن النساء.

وجعلت أفضل صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، وبهذا نعرف أن الإسلام سد الطرق الموصلة إلى فاحشة الزنا وحرم كافة المقدمات الموصلة إلى الهاوية، فقال سبحانه: (( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ))[الإسراء:32]، وللزنا أضرار وأمراض، فالزنا يقصر الآجال ويضع الأموال ويغضب صاحب العظمة والجلال وينكس رؤوس الرجال، ويورثهم بعد وصف العفة أسوأ الألقاب والخصال، بل إن الزنا هو سبب هلاك الأمم الماضية وهو سبب لخراب كثير من الدول التي شاعت فيها هذه الفاحشة، وهي سبب رئيسي لانتشار مرض الإيدز الذي يعتبر لونا من ألون الغضب على العصاة، وهناك أمراض كثيرة تنتج من ممارسة هذه الفاحشة النكراء.

وأرجو أن يعلم الجميع أن محافظتنا على أعراضنا تبدأ من صيانتنا لأعراض الآخرين، والمؤمن يحب لإخوانه ما يحبه لنفسه ويكره لإخوانه ما يكره لنفسه، وما زنى غيور قط، وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على غرس معاني الغيرة في نفس ذلك الفتى الذي جاء يستأذن في الزنا عندما قال له: (أترضاه لأمك؟) فقال الفتى: لا يا رسول الله جعلني الله فداك، ثم قال له: (أترضاه لأختك؟ لعمتك؟ لخالتك؟) وفي كل ذلك يرد الفتى: لا يا رسول الله جعلني الله فداك، فقال له عليه صلاة الله وسلامه: (وكذلك الناس لا يرضونه)، ثم دعا له فقال: (اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه)، فنسأل الله أن يحفظك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يلهمك رشدك والسداد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وقد أسعدني هذا السؤال وأفرحني تواصلك مع الموقع وأرجو أن يعلم الشباب أننا لهم بمنزلة الصديق والأب والأخ والمعلم، ونتمنى أن يستمعوا لنصحنا وأن يستجيبوا لتوجيهاتنا، فإنه من الخير أن يظهروا ما في نفوسهم حتى يعرفوا رأي الشرع الحنيف.

ونسأل الله أن يفغر لنا ولك ويسدد الخطى، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات