أثر الوراثة وعوامل الإصابة بمرض السكر

0 455

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم عقد قراني، وبعد فترة أصاب زوجي السكر، وهو بعمر 33 سنة، فهل عندما ننجب إن شاء الله سيرث الأبناء هذا المرض؟ علما بأنه لم يوجد أحد بعائلته عنده هذا المرض، أي: المرض لم يكن وراثيا، وإنما جاء له من خلال حزن شديد على وجود بعض المشاكل.

كما أنه عنده فيرس (b) كامن، فماذا يعني هذا المرض من أضرار؟ وكيف آخذ حذري من ذلك؟ وهل يؤثر على الأطفال هو أيضا؟ أرجو شرح ذلك لي مع التوضيح لو كان السكر يصيب الأولاد، فهل يصيب البنات أم الأولاد؟ وجزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تلعب الوراثة دورا مهما في الإصابة بالنوع الأول من داء السكري، نظرا لوجود جينات وراثية معينة تنتشر لدى هؤلاء المرضى، حيث يزداد احتمال إصابة الطفل بالسكري عندما يكون لديه أخ أو أخت مصاب بالسكري، أو يكون أحد والديه مصابا بالسكري، ولكنها لا تزيد احتمالها عن نسبة (10%).

أما بالنسبة للسكري من النوع الثاني -وهو السكري الذي يعاني منه زوجك- فإذا كان الوالدان مصابين بالمرض فإن كل اثنين من أربعة أبناء يصابون بداء السكري من النوع الثاني، وأحيانا تصل النسبة إلى أكثر من (75%)، ولا يمكن معرفة من سيصيبه هذا الداء منهم، بل يعتمد ذلك على العوامل البيئية الأخرى، وإذا كان أحد الأبوين مصابا بالسكري فإن هناك احتمالا أن (1 من كل 4) أولاد يصابون بالسكري.

طبعا هناك عوامل بيئية تزيد أو تنقص من احتمال حدوث السكري عند أحد الأولاد، وهي:

1- الوزن: يلعب الوزن الزائد دورا كبيرا في الإصابة بالنوع الثاني من السكري، فقد أثبتت الأبحاث أن حوالي (80%) من الأشخاص المصابين به هم من زائدي الوزن بمعدل (10 – 15) كجم لفترة زمنية كافية قبل أن يتم تشخيص المرض لديهم.

2-العمر: يصيب السكري من النوع الثاني كافة الأعمار والطبقات الاجتماعية، ولكن فرصة حدوثه تزداد مع تقدم العمر، وخصوصا عندما يتجاوز الإنسان عمر (45) سنة.

3- الجنس: تتساوى نسبة الإصابة تقريبا لكلا الجنسين (الذكر والأنثى) حتى سن البلوغ، وتزداد هذه النسبة عند النساء لتصل إلى أكثر من مرتين بالنسبة للرجال بين سن (35-65) سنة، وقد يحدث نوع مختلف من السكري لدى النساء أثناء فترة الحمل يسمى (سكري الحمل)، وهذا النوع قد يتحول إلى النوع الثاني بعد عدة سنوات، وهذا جواب على سؤالك بالنسبة لإصابة أحد الجنسين.

4- قلة الحركة: تؤكد العديد من الدراسات أن الأشخاص قليلي الحركة يكون احتمال إصابتهم بالسكري أكبر بكثير من الذين يمارسون نشاطا جسديا منتظما، حيث تجعل الحركة الجسدية أنسولين الجسم يعمل بشكل أفضل.

5- النظام الغذائي: يؤدي اختلال النظام الغذائي والإكثار من تناول الشحوم والوجبات السريعة والسكريات إلى زيادة الوزن، وتراكم الشحوم في خلايا الجسم وخاصة في منطقة البطن، وبالتالي تقل استجابة الخلايا للأنسولين، وتحدث الإصابة بالسكري.

كما ترين هناك عوامل عديدة تساعد في إظهار السكري عند الأولاد من آباء سكريين.

ليس بالضرورة أنه يجب أن يكون الوالد أو الوالدة عندهم سكري ليظهر عند الإنسان سكري، فقد يظهر عند من لا يكون هناك قصة سكري في العائلة كما هو الحال عند زوجك.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات