السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا سيدة متزوجة منذ 14 عاما، ولي أربعة أبناء، وأعيش مع زوجي حياة رائعة في سلام ونحب بعضنا كثيرا فزواجنا كان عن حب، ومشكلتي أن زوجي لا ينام معي في نفس الغرفة، وذلك لأنه يعاني من آلام مزمنة في الظهر والمعدة، فهو ينام فوق البساط في الصالون، إلا أن حياتي الجنسية معه ممتازة جدا، ونتجاوب بشكل رائع في علاقتنا الحميمية، ولا نحس بأي مشكلة من هذه الناحية، بل أهرب منه أحيانا خاصة خلال أيام البرد القارس؛ لأني لا أريد أن أغتسل كثيرا حتى أستطيع أن أؤدي الصلاة.
ومشكلتي هي نظرة الآخرين إلينا، فحتى الخادمة أفهمتني مؤخرا بطريقة غير مباشرة أن المرأة التي لا ينام معها زوجها في غرفة واحدة فإنه لا يعاشرها، فما العمل مع هؤلاء؟ وقد أخبرتكم أني لا أعاني من أي نقص -ولله الحمد-.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن معرفتك لحقيقة الأمر ونجاحك في علاقتك مع زوجك أكبر رد على كل متطفل يتدخل فيما لا يعنيه، وقد ينام الرجل مع زوجته ولكن بينهما من النفور والضيق والفشل ما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
ولا يخفى عليك إن الإنسان لا يترك يقينه لشك غيره، ولكل أسرة طريقتها المميزة في إدارة حياتها، وتقليد الآخرين ضرب من الفشل، فحافظي على علاقتك بزوجك واتركي ما يقوله الناس، واعلمي أن رضاهم غاية لا تدرك، ولذلك حرص العقلاء والفضلاء على أن يقدموا رضوان الله، وإذا رضي الله عن الإنسان أرضى عنه الناس ويسر له أموره والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، والتعاون على البر والتقوى يزيد في المحبة، كما أن التفاهم يقوي العلاقة.
ونحن ننصحك بالمحافظة على ما بينكما من الود ولا تقارني زوجك بغيره، ولا تستمعي لما تقوله بعض المهزومات عن أزواجهن، فإن الدراسة النفسية أثبتت أن الزوجة التي تقول بمناسبة وبغير مناسبة: زوجي يفعل لي ويلبي طلباتي ولا يسألني إذا خرجت أو دخلت .. هي في الحقيقة حزينة، بخلاف التي تقول: لا أستطيع أن أخرج إلا بإذنه، فإنها تشعر أنها درة غالية يحافظ عليها زوجها، ومن هنا ننصح أنه ليس كل ما يقال صحيح، كما أن من تذكر محاسن الزوج هي في الحقيقة تخفي عيوبه الكثيرة، فلا تستمعي لأمثال أولئك، ولا تذكري أسرارك وأسرار زوجك لأحد، فإن ذلك يخالف آداب هذا الشرع الحنيف.
ولا يخفى عليك أن بعد الزوج له أسبابه المعروفة فاتركيه على راحته ولا بأس من أن تقتربي منه إذا نام العيال إذا كان ذلك يسعده، والمرأة العاقلة تتوازن في بعدها وقربها من زوجها، وقد لخصت ذلك المعنى العربية الحكيمة في وصيتها لابنتها حين قالت لها: (ولا تقتربي منه فيقلاك، ولا تبتعدي عنه فينساك)، فالاعتدال مطلوب، ولا تجعلي شدة البرد عذرا في عدم تلبية رغبة الزوج، فإن من أهداف الزواج تحقيق العفاف، والحرج مرفوع ولا ضرر ولا ضرار، وبرودة الماء مشكلة لها حلول، فإن لم تجدي حلا وكان الضرر محققا فإن شريعة الله تقول: (( فتيمموا صعيدا طيبا ))[النساء:43]. نسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.