السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحببت رجلا حبا لا أستطيع وصفه، وهو يبادلني نفس الشعور، وذات مرة أخبرني بأمر لم يكن في الحسبان وهو أنه يريد التقدم لي، لكن المشكلة أنه ليس من جنسيتي، وقد تقدم لأختي الكبرى شاب ليس من جنسيتها فرفضه أبي، حيث أن أبي متعصب لعرقه وجنسه، وعندما أخبرته بموقف أبي قال لي إنه سيضحي بأي شيء حتى ولو كان ذلك على حساب سمعته، وقال لي إنه سيدفع مال الدنيا لي وأنه لا يريد غيري، وأقسم لي أنه سيتزوجني مهما حدث، وأنا في حيرة من أمري، فما نصيحتكم؟!
ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هويدا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا ننصحك بمخالفة أهلك في مسألة الزواج، ولكننا نتمنى أن يكون في الصورة منذ الوهلة الأولى وقبل أن تتمكن هذه المشاعر في النفوس، ولا شك أنها علاقة لا يرضى عنها ربنا القدوس.
فاتق الله في نفسك ولا تستمري في هذا العلاقة إلا إذا تم إعلانها وطرق باب أهلك، ولا توافقيه إذا حاول أن يتصرف تصرفات تخالف الشرع وتصادم الأعراف والعادات، فإن السباحة ضد التيار لها سلبيات كبيرة وخطيرة، ولا نظن أن رفض أهلك لمن ليس من جنسيتهم نابع من فراغ، فإن كلامهم لا يخلو من الوجاهة، خاصة في مثل هذا الشاب الذي رضي أن يعمق العلاقة معك في الخفاء؛ لأن هذا يدل على أنه يغفل عن أحكام الشرع، ونحن نتمنى أن تجد كل فتاة في أهل بلدها من يناسبها من أهل الدين والخير والصلاح، فإن الغريب قد يترك أهله وعياله ويعود إلى بلاده فتحصل الندامة والحسرات، كما أننا لا نتمكن من التعرف على أهله وأسرته والضوابط التي تحكم حياتهم، وهل هم أهل دين وصلاح بالإضافة إلى الاختلاف في العادات والتقاليد؟!
ونحن ندعو كل فتاة إلى فعل ما يرضي الله ثم ما يوافق رأي أوليائها، فإن الولي هو مرجع الفتاة إذا مات زوجها أو طلقها، وسوف يكون موقفها محزنا ومحرجا إذا خالفت أهلها.
وأرجو أن يعلم الجميع أن الحب الشرعي الحقيقي هو ما كانت بدايته الرباط الشرعي، وهو وحده الذي يصمد أمام أزمات الحياة ومشاكلها؛ لأنه أسس على تقوى من الله ورضوان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بعدم الاستعجال في هذه المسألة وسوف يأتيك ما قدره لك الله فاشغلي نفسك بما يرضى الله واستغفريه، واحكمي نفسك بما جاء في شريعة الله. نسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.