السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما هو رأي الشرع في التحدث مع خطيبتي هاتفيا؟ حيث نريد التحدث في مستقبلنا، مع العلم أننا لا نتحدث إلا في أمور الحياة أو في الدين، ولا أراها إلا في وجود الأهل، ووالدها لا يمانع من التحدث إليها في وجوده، ولكنها تخجل من التحدث إلي في وجوده.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجمعك بأهلك على خير.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فلا أعرف ماذا تعني بالخطبة أو الخطوبة عندكم، فإن كانت مجرد اتفاق على الزواج دون عقد أو كتب كتاب فإن هذه هي الخطبة الشرعية والتي معناها أن يبدي رجل لأهل فتاة معينة رغبته في الزواج من ابنتهم أو أختهم، وله الحق في هذه الحالة أن يراها رؤية شرعية يتبين فيها مدى صلاحيتها له ومناسبتها لذوقه ورغبته من حيث الشكل والطول واللون والصحة والكلام، فإن لاقت منه قبولا نقول بأن الخطبة قد تمت وأن كل طرف لا مانع لديه من الارتباط بالآخر؛ لأنها هي الأخرى لها الحق في الرؤية والقبول أو الرفض، وإذا لم تكن مناسبة أو كان هو غير مناسب فقد انتهى كل شيء فورا.
وفي حالة وقوع الموافقة فينصرف كل واحد من الطرفين إلى حياته الخاصة، وليس من حق أي طرف أن يعطي أوامر أو تعليمات أو يطلب شيئا خاصا؛ لأن الخطبة ليست عقدا وإنما هي مجرد وعد بالزواج فقط، فإذا كان وضعك كما ذكرت فليس من حقك أي شيء مما تطلبه، بل حتى مجرد جلوسك معها مع وجود محارمها فيه تجاوز ومسامحة من أهلها؛ لأن الخطوبة تكون للرؤية الأولى فقط وليست لتكرار الرؤية أو تعدد الزيارات فهذه أعراف لا أصل لها في شرع الله، وإنما الخطوبة للرؤية الأولى أو الثانية وفقط، وما سوى ذلك مخالف شرعا، والكلام بالهاتف كالكلام مباشرة فلا فرق بينهما.
وإذا كنت ترغب في أخذ راحتك في الكلام والرؤية حتى ولو منفردا فلابد من عقد العقد، فلماذا لا تقترح عليهم ذلك حتى لا تقعا معا في المحظور الشرعي وتحرمان من التفاهم والتحادث والتشاور حول الأمور الضرورية لمثل حالتكما؟
لذلك أقترح عليك إذا كان الأمر مجرد خطوبة بالمعنى الذي ذكرته في كلامي فاجتهد في إقناع أهلها بعقد العقد، مع إعطائهم الضمانات التي يريدونها حتى لا تقع في المخالفات الشرعية، وأما إذا كانت الخطبة تعني العقد فإن من حقك أن تتكلم معها في أي وقت وأن تجلسا وحدكما بشرط تجنب الجماع.
والله الموفق.