السؤال
الرجاء مساعدتي في التخلص من الخوف والتوتر الذي يصيبني عندما أريد حضور محاضرة أو اجتماع؛ حيث أعاني من اضطرابات القولون، ويزداد مع الهدوء، مع العلم أنني أتواصل بشكل جيد مع الناس، باستثناء وقت المحاضرة.
مع الشكر.
الرجاء مساعدتي في التخلص من الخوف والتوتر الذي يصيبني عندما أريد حضور محاضرة أو اجتماع؛ حيث أعاني من اضطرابات القولون، ويزداد مع الهدوء، مع العلم أنني أتواصل بشكل جيد مع الناس، باستثناء وقت المحاضرة.
مع الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hsm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا النوع من الرهاب الاجتماعي مرتبط بما يعرف برهاب الساحة، وهو الخوف من الأماكن التي تحدث فيها التجمعات الكثيرة، وهذا النوع من المخاوف هو نوع من المخاوف الخاصة، ويكون في كثير من الحالات مرتبطا بالقلق والتوتر.
لا شك أن القلق والمخاوف إذا كانت عامة أو خاصة تعالج دائما بالمواجهة، هذه هي النصيحة الأساسية التي ننصحك بها، وهي أن تحقر من هذا الخوف، وأن تكثر من المواجهة، المواجهة لكل ما تحس فيه أنك غير مرتاح، خاصة التجمعات والمحاضرات، أجلس في مكان هادئ .. ثم تأمل أنك في محاضرة، وأن القاعة كانت مكتظة، وأنك في الصف الأمامي، وأنه قد طلب منك التحدث أثناء المحاضرة أو الإجابة على سؤال وهكذا، عش هذا الخيال بكل تمعن يوميا لمدة خمس عشرة دقيقة، وهذه المواجهة في الخيال تعتبر من وسائل العلاج الجيدة.
ثانيا: عليك أن تتذكر أن هذه المحاضرات يحضرها عشرات، بل المئات من الطلاب الآخرين دون أي صعوبات وأي مشاكل فلماذا أنت؟ أنت لا تقل عنهم في أي شيء، بل ربما تكون متفوقا على البعض في كثير من الأشياء، إذن حاول أن تعرف من القيمة الذاتية لنفسك حيال هذا النوع من الخوف؛ لأن ذلك يساعدك كثيرا.
الشيء الآخر هو حاول دائما أن تجلس في الصفوف الأمامية، وأن تركز على المحاضر، حاول أن تنظر إلى المحاضر في وجهه هذا أيضا يساعدك كثيرا؛ لأن التجنب والابتعاد يقلل من المهارات الاجتماعية، وهذا بالطبع يؤدي إلى مزيد من المخاوف.
وأرجو أيضا أن تلجأ إلى التجمعات غير المباشرة مثل ممارسة الرياضة الجماعية مثل: كرة القدم أو كرة السلة وهكذا، هذا يحدث فيها كثيرا من التفاعل الاجتماعي الإرادي واللا إرادي، وهذا وجد في كل الدراسات أنه يقلل كثيرا من الخوف الاجتماعي.
أخي الكريم: ما تعاني منه من أعراض في القولون العصبي هو دليل على أنك في الأصل تعاني من درجة من القلق النفسي مرتبطة بشخصيتك، أي أن شخصيتك تحمل سمات وأنماط من القلق الداخلي البسيط، والقلق لا نعتبره كله سلبيا، القلق طاقة نفسية جيدة ومطلوبة حتى يكون الإنسان متحفزا وناجحا وإيجابيا، ولكن إذا زاد عن المطلوب ربما يؤدي إلى صعوبات .
وأخيرا وسيلة العلاج الدوائي: توجد عدة أدوية تساعد كثيرا في إزالة هذا النوع من القلق الاجتماعي، وهناك عقار يعرف باسم سيروكسات، ابدأ في تناوله بجرعة 10 ملم (نصف حبة ) ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة في اليوم، استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر وهذه هي المدة المعقولة جدا وبعد مضي الستة أشهر خفض الدواء إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر ثم بعد ذلك تناوله بمعدل نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر ثم توقف عن تناوله.
فبتطبيقك الإرشادات السابقة، وتناولك للدواء الذي وصفته لك - علما بأنه من أفضل أنواع الأدوية وأسلمها - سوف تجد - إن شاء الله - أن أعراض هذا الرهاب قد اختفت منك تماما.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.
------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الخوف سلوكيا : ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121 )، وأيضا القلق: ( 261371 - 263666 - 264992 - 265121 )، وكذلك الرهاب الاجتماعي: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته