السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكركم على إجابتي على سؤالي السابق، وأرجو منكم إرشادي في هذا الأمر؛ لأنه يقلقني جدا ويحيرني، كما يتعب نفسيتي جدا، ولا أستطيع فعل شيء، فبعض الصديقات لا يتصرفن باحتشام ولا احترام، ويقعن في أخطاء لا أخلاقية، ولا يخفن الله، وكلما حاولت إبعادهن عن هذا الطريق يصدونني عنهن، لكني مصرة على نصحهم وإرشادهم إلى طريق الهداية، والتقرب إلى الله، فساعدوني على ذلك.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يتقبل منك.
بخصوص ما ورد برسالتك، فإن الدعوة هو طريق الأنبياء؛ لأن عملية تغيير سلوك ومعتقدات البشر ليست بالأمر الهين؛ ولذلك جعل جزاءها وثوابها أعظم من أي عمل آخر؛ نظرا لصعوبتها ولحاجتها إلى قدر كبير من الصبر والتوكل على الله والرحمة بعباد الله.
أوصيك بداية ألا تتوقفي عن دعوة صديقاتك هؤلاء حتى وإن كانت الثمرة ضعيفة، والنتيجة متواضعة، وواصلي النصح والتذكير، واعلمي أن معك القوي الذي لا يغلب، والقاهر فوق عباده جل شأنه واصبري على أذاهم ونفورهم وإعراضهم عنك، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، ولكي تنجحي في دعوتك لابد من مراعاة أصول الدعوة وقواعدها، فعليك بالآتي:
1- اختيار الوقت المناسب للدعوة، فليس كل وقت يصلح للعرض أو التقبل.
2- اختاري عباراتك بدقة وعناية، وابتعدي قدر استطاعتك من الهجوم وإعلان الحرب.
3- أظهري لهم المحبة والمودة، وإن كانت ظروفك تسمح بهدية ولو متواضعة فلا تبخلي بها فإنها مفيدة.
4-لا تكلميهم جميعا دفعة واحدة، وإنما خذيهم على انفراد، كل على حدة، استعملي معها الأسلوب الذي يناسبها، وإذا كلمتهم دفعة واحدة مع بعض فسوف يتكتلون ضدك، ويقوي بعضهم بعضا على الباطل، حتى وإن كانت فيهم من لديها الاستعداد والقبول، والاستجابة ستجد في زميلاتها من يقويها على الباطل، ويصرفها عن التوبة.
5- أكثري من الدعاء لهم بظهر الغيب، واستعيني بالصبر والصلاة، فما المانع كلما عزمت على دعوتهم أن تصلي ركعتين تسألين الله فيهما أن يقوي حجتك وقول الحق على لسانك، ويلقي محبتك في قلب من تتحدثين معها، ويشرح صدرها لكلامك، ويجعل فيه الأثر والنفع والبركة، أكثري من الدعاء وطلب العون من الله في أداء مهمتك وصلاحهم.
6- لا تقطعي صلتك بهم حتى ولو رغبوا هم في ذلك، واحرصي على التواصل معهم، ولكن بأسلوب هادئ وغير منفر، وأظهري لهم محبتك لهم، وحرصك على مصلحتهم، ويمكنك الاستعانة بمن هي أكبر منك في الدعوة إذا وجدت ذلك ممكنا، وثقي بنصر الله وتوفيقه.
مع الحرص قدر الاستطاعة على عدم الاسترسال في الصحبة مع هؤلاء الفتيات، وإنما تكون الصحبة بغرض إرشادهن وهدايتهن، وينبغي أن تكون لك صحبة أخرى من الفتيات الصالحات تأوين إليهن وتكونين في كنفهن وصحبتهن، مع الحرص على عدم قطع صلتك بهؤلاء الفتيات أيضا.
وبالله التوفيق والسداد.