السؤال
كان من أفضل أصدقائي التزاما وأنا كنت على حال غير ذلك، كنت أعرف كثيرا من البنات، ولكن بحدود الزمالة، وكنت أحكي له كأني أشتكي حالي، وكنت أستحي من أدبه وأود لو أمتنع مثله ـ وسبحان مقلب القلوب ـ الآن صار هو مكاني سابقا وأنا بفضل من الله وكرمه امتنعت عن هذه العلاقات المحرمة، وأصبح هو يحكي، وعندما أتكلم معه يسمع مني أحيانا ويحاول الابتعاد عنهم ولكن سرعان ما يعود، وأحيانا يغير الموضوع وكأنه مزاح للهرب منه، سكت عن الكلام وسكت فترة على أنه تاب، وكنت أحس بداخلي غير ذلك، وفعلا عرفت منه أنه عاد مرة أخرى.
ماذا أفعل تجاهه؟ وهل أنا سبب فيما هو فيه الآن؟ وهل أقطع علاقتي به؟ أفيدوني لأن هذا الموضوع يؤرقني جدا، علما بأن هذا الشخص محافظ على صلاته جدا!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يقبل توبتك، وأن يعينك على إنقاذ صاحبك وأن يجعلكما من الصالحين المصلحين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فلا أملك بداية إلا أن أقول: سبحانه مقلب القلوب، حقا إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع مع الرحمن يقلبها كيف شاء، وهذا أخي محمود يبين لنا سر خوف الصحابة جميعا من النفاق أو أن يسلبوا الإيمان قبل الموت، وهو سر دعاء ابن عباس رضي الله عنهما (اللهم لا تنزعني من الإسلام ولا تنزع الإسلام مني) فانظر كيف أنت بالأمس وكيف كان حال صاحبك؟ سبحان الله! هذا موقف ينبغي أن تأخذ أنت منه العظة والعبرة قبل صديقك وقبل أي أحد، فمن يدري أن الأحوال لا تتغير مرة أخرى؟ ومن منا يدري على أي حال سيلقى الله؟! هذه أمور كلها تقتضي ضرورة الخوف وعدم الاطمئنان، فهناك من مات تحت راية النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تعجب الصحابة من شجاعته وإقدامه وبسالته ورغم ذلك قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم هو من أهل النار، فأوصيك ونفسي أخي محمود بعدم الاغترار بما نحن عليه الآن من العبادة والاستقامة، وإنما لابد أن نظل في خوف ووجل، ألا يقبل الله ما نقوم به من أعمال، أو أن يسلبنا نعمة الإيمان قبل الموت هذا أولا وقبل كل شيء فكل واحد منا يوم القيامة يقول: نفسي نفسي ولن يحاسب عنا أحد ولن يتحمل عنا ولو وزرا واحدا من أوزارنا، فانتبه أخي محمود ولا تغتر ولا تأمن.
وأما عن صاحبك فمن يدري لعلك أن تكون فعلا من أسباب إغراقه عندما كنت تتحدث عن بطولاتك وعنترياتك ومغامراتك، فلعل نفسه الإمارة بالسوء ظلت تساومه وتلح عليه وهو يقاوم حتى فقد القدرة على المقاومة ووقع فيما وقع فيه، لذا عليك لزاما ألا تتخلى عنه وأن تجتهد في إنقاذه وإعادته إلى جادة الطريق والصراط المستقيم، وأسألك سؤالا؟ هل لو رأيته يغرق في بحر أو النار قد اشتعلت فيه هل يا ترى سوف تتركه وتتخلى عنه؟ قطعا ستقول لا! فإن ما هو فيه الآن أشد خطرا من الغرق في البحر أو الحرق بالنار لأن نار المعصية أشد ألف مرة ومرة من نار الدنيا، فقف مع أخيك واجتهد معه وحاول مساعدته في العودة إلى الطريقة المستقيم، واستعن واستعمل كل الوسائل الممكنة، واعلم أن صدق نيتك سيكون له بالغ الأثر في قبول كلامك واستماعه لنصحك، فأخلص النية واستعن بسلاح الدعاء وأكثر منه خاصة في أوقات الإجابة، وزد من جرعة التواصل معه ولا تترك له فرصة للخلوة بهؤلاء الفتيات، واستغل أي فرصة لتذكيره وتخويفه من عذاب النار، واعلم أخي أن الدال على الخير كفاعله، وأن أجل الأعمال وأعظمها أجرة أجر الدعوة إلى الله، ولا تنسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) وفي رواية ( من الدنيا وما فيها) فاجتهد.
والله الموفق.