أخي أصيب بمرض حمى البحر المتوسط منذ ستة أشهر، وهو منذ تلك المدة طريح الفراش، ويعاني من الألم الشديد في أنحاء متفرقة من جسده، وبخاصة عظام الساقين، وهو يتعاطى عقار (الكولشيسسن) مرتين يوميا.

أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية Familial mediterenean fever من الأمراض الوراثية، والتي يكون فيها النمط الوراثي بالصفة المتنحية، أي يحتاج الإنسان أن يورث مورثه المرض من الأب والأم سويا، وقد يكون الأب والأم غير مريضين.

والمرض يأتي بشكل نوبات من الحمى، المترافقة بآلام في البطن والصدر، وقد يرافق ذلك آلام في المفاصل، وأحيانا طفح على الجلد، ويتميز بأن النوبة تبقى من (3 - 4 )أيام ثم يتحسن المريض، ويعود إلى وضعه الطبيعي، ثم تأتي النوبة الثانية بعد فترة تتراوح من الأسبوع إلى ثلاثة إلى أربعة أسابيع أو أكثر.

وأنت تقول أنه طريح الفراش، وعادة يكون المريض في مرض حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية بين النوبات طبيعيا، وفقط يحس بالتعب والألم الشديد في النوبات.

وإن تم تشخيص هذه الحالة فإن (الكولشيسين) هو العلاج الوحيد لهذا المرض، وعادة تستجيب 90% من الحالات: بأن النوبات لا تعود طالما أنه يتناول الدواء، ويحتاج لأخذ الدواء طول العمر لمنع مضاعفات المرض التي تصيب الكلية، وكذلك منع تكرر نوبات المرض.

أما إن كان يشكو من حرارة مستمرة، وآلام مستمرة، فهذا ليس حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، هناك مرض آخر يدعى حمى البحر المتوسط، وهي الحمى المالطية أو داء (البروسيلوزوز) Brucellosis وهو مرض ينجم عن دخول جرثومة المرض بشرب الحليب غير المغلي، أو الجبنة المصنوعة من حليب أغنام أو أبقار مصابة بالمرض، أو بملامسة لحوم الحيوانات المصابة كالجزارين، وهي تعطي حرارة عالية، وآلاما في الظهر، وتعرقا، وآلاما في المفاصل، ويتم تشخيصها بالتحاليل الخاصة لهذا المرض، وعلاجها بالمضادات الحيوية الخاصة بهذا المرض، ولمدة شهرين.

وبالله التوفيق.