تسمم الحمل.. الأسباب والعلاج

0 580

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عدت إليكم بعد انقطاع دام أربعة أشهر بسبب الولادة، فقد كنت حاملا بتوأم في الشهر السابع، ولكن حصل لي شيء لم أتوقعه إطلاقا، فقد حصل فجأة حيث أحسست عندما كنت في العمل صباح يوم الثلاثاء 30/10/2007 بصداع شديد، وزغللة في العينين، وانتفخت رجلاي بشكل غير طبيعي، فشاهدت ذلك إحدى زميلاتي فأخبرتني بأنه ربما تكون هذه أعراض تسمم الحمل، فقمت بأخذ مغادرة وذهبت مباشرة إلى طبيبتي، فتفاجأت بأن ما قالته لي زميلتي صحيح، فصعقت مما سمعت، فكيف حصل لي ذلك كله في يوم واحد؟

دخلت المستشفى للمراقبة، وكان ضغطي مرتفعا جدا 120/90 وبقيت ثلاثة أيام تحت المراقبة، ولم ينزل ضغطي نهائيا، بل على العكس كان يرتفع، فكان أن قرر الطبيب أن يجري لي ولادة قيصرية لإنقاذي وإنقاذ الأجنة بعد أن انتشر التسمم على الخلاصتين وبتاريخ 2/11/2007 أجريت لي العملية، والحمد لله رب العالمين على كل حال.

لكن ما يدهشني إلى الآن كيف حصل هذا التسمم بلمح البصر ولم أعرف إلى الآن حتى ما هو وما مسبباته حتى أتفادى حدوث ذلك في المستقبل إذا كان بالإمكان تفاديه؟!

أرجوكم اشرحوا لي ذلك بالتفصيل شاكرة لكم اهتمامكم وحسن استماعكم وجهودكم المميزة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: الحمد لله على سلامتك وسلامة الأطفال، وما حصل معك كان واردا جدا أن يحصل؛ لأن تسمم الحمل وهو عبارة عن ارتفاع في ضغط الدم أثناء الحمل، وظهور الزلال في البول، مع تورم في الجسم، وهو مرض يحصل لذوات الحمل الأول، وهو وارد أكثر في الحمل التوأمي، وإذا كان هنالك تاريخ عائلي لوجود ارتفاع في ضغط الدم أو سمنة زائدة أو وجود سكري الحمل، فهذا يجعل المرأة الحامل عرضة أكثر لحصول التسمم.

أما لماذا يحصل؟ فلا يوجد نظرية أكيدة حتى الآن، ولكن المشكلة تكمن في الأوعية الدموية في جميع أجزاء جسم المرأة الحامل، والتي لا تتمدد بسهولة أثناء الحمل، فتبقى جامدة؛ مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط بداخلها، وبالتالي تخرج محتويات الدم خارج الأوعية الدموية كالسوائل، والتي تظهر على شكل التورم، والبروتين، والذي ينفذ عبر الكليتين.

مما لا شك فيه أن تسمم الحمل يؤثر على جميع أعضاء الجسم فيؤثر على الكليتين، وعلى الكبد، وعلى الدماغ، وأيضا يؤثر على تغذية الطفل داخل الرحم؛ مما قد يؤدي إلى قصور في النمو، وقد يؤدي إلى انقطاع الدم الواصل إلى المشيمة، وقد يؤدي إلى انفصالها مبكرا لا قدر الله.

لم يكن من الممكن تفادي ما حصل؛ لأنه قد كان لديك استعداد لذلك؛ نظرا لكونك كنت بكرية، وأيضا حاملا بحمل توأمي، ولكن احتمال أن يتكرر الأمر في الحمل القادم ليس احتمالا كبيرا، وبالذات إذا لم يكن الحمل توأميا في المرة القادمة، والنصيحة دائما هي محاولة التقليل من الموالح أثناء الحمل، وضرورة مراقبة نفسك من حيث زيادة الوزن والانتفاخ في منطقة الجفون والوجه، والساقين، والبطن، أثناء الحمل من بعد الأسبوع العشرين من الحمل ( لأن ارتفاع ضغط الدم والذي يكون سببه الحمل لا يبدأ بالظهور قبل ذلك التوقيت ) وأيضا مراقبة الضغط باستمرار.

علاج تسمم الحمل هو بانتهاء الحمل، وانفصال المشيمة عن رحم الأم، وعندها يبدأ جسم المرأة الحامل بالرجوع تدريجيا إلى وضعه الطبيعي، وقد يفيدك في الحمل القادم تناول أسبرين الأطفال بعد الأسبوع الـ12 من الحمل، وذلك كمحاولة للتقليل من ظهور التسمم مرة أخرى.

أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجنبك وأطفالك كل مكروه وسوء؛ إنه على كل شيء قدير.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات