السؤال
السلام عليكم.
أنا مخطوبة من (6 شهور)، كنت في البداية سعيدة جدا، ولكن بعد سفر خطيبي إلى السعودية بدأت أشعر بالملل، وأندم على موافقتي بهذه الخطوبة، وأحيانا أشعر بالرغبة في التحدث معه والجلوس معه مثل المخطوبين، ولكن لا أستطيع.
أود أن أعرف رأيكم كيف أتكيف مع هذا الوضع؟ وكيف أتعايش معه؟ وكيف أتأكد أني على باله من الأساس وأنه يحبني، وبناء على ذلك أنتظره؛ نظرا لأن خطبتنا تقليدية؟
أشكركم وأود أن تفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ داليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ذلك الشاب ما طرق بابكم إلا وهو راغب فيك محب لك، يجد في نفسه ميلا ورغبة، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
ولا تظني أن ما يفعله المخطوبان من توسع وتجاوزات فيه خير، وليتهم علموا أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا تصدقي من يقول إنها فترة تعارف وتفاهم؛ لأن الخاطب لا يظهر لمخطوبته إلا الجانب المشرق، وهي أيضا تبادله الخداع، فتظهر له الظرافة والذوق، وبعد الزواج ( يقع الفأس في الرأس) وتنكشف الحقائق، وتحصل الندامة حتى قالوا: (كل خاطب كذاب) وكذلك من الفتيات من تكذب وتبالغ.
وأرجو أن تشغلي نفسك بدراستك ولا مانع من التواصل مع أخواته وأسرته إذا كانت الأعراف والعادات تقبل بذلك، واعلمي أن مثل هؤلاء الشباب في الغالب لا يخلفون الموعد، فتعوذي بالله من الشيطان، وأشغلي نفسك بما يرضي الرحيم الرحمن.
وأرجو أن تعلمي أنك لو لم تكوني بباله لما طلب يدك أصلا، واعلمي أن سكوته لا يعني أنه لا يحبك، ولكن يدل على أن عنده حياء، وأنت كذلك، وهذا مؤشر جيد، ولا داعي للانزعاج، ولعل في ذلك خيرا كثيرا للطرفين، ونحن نتمنى أن لا يدفعك ما يفعله الناس من أخطاء على السير على دربهم الوعر.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إلى من بيده قلوب العباد، مع ضرورة أن تستمعي إلى نصائح العقلاء من محارمك والفاضلات، واحشري نفسك في مجالس العلم والقرآن، وكوني مع الصالحات من النسوان.
ونسأل الله أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.