السؤال
مررت بتجربة زواج فاشلة، ولهذه اللحظة أنزف، التجربة انتهت بالطلاق من لطف الله من دون بناء، أفكر في المستقبل هل أنتظر قدري أم أسعى للزواج والأخذ بالأسباب، بماذا تنصحونني؟
مررت بتجربة زواج فاشلة، ولهذه اللحظة أنزف، التجربة انتهت بالطلاق من لطف الله من دون بناء، أفكر في المستقبل هل أنتظر قدري أم أسعى للزواج والأخذ بالأسباب، بماذا تنصحونني؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن اتخاذ الأسباب مطلوب، لكن التعويل على الأسباب قدح في التوحيد، وترك الأسباب جهل بحكمة المجيد، ولكن أريد أن أسأل ابنتي الفاضلة وأقول: ماذا تقصدين باتخاذ الأسباب، وما هي تلك الأسباب؟ وأرجو أن يعلم الجميع أن الغاية عندنا لا تبرر الوسيلة، فلا بد أن تكون الغاية مشروعة والوسيلة الموصلة، ليس فيها مخالفة لشريعة الله، ولا شك أن أهم وسائل الوصول إلى الزواج وإلى كل خير يكون بالالتزام بدين الله، وقد ثبت من خلال الدراسات والإحصاءات أن الزواج يكثر في الفتيات المتدينات المحجبات، وليس كما يفهم بعض الجهلة العصاة، وقد يظهر الشباب للمتبرجة كلمات الإعجاب، ولكنهم لا يختارونها زوجة ولا يقبلونها أما لأطفالهم أو حارسة لفراشهم؛ ولذلك قالت أحداهن: إنهم يثنون علينا ويمدحون جمالنا ولكنهم يتزوجون من غيرنا، إنهم يخدعوننا وصدقت والله في كلامها؛ ولذلك نؤكد لكل فتاة أن أهم أسباب التوفيق لكل خير يكون بتقوى الله التي وعد أهلها بأن ييسر أمورهم فقال سبحانه: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، [الطلاق:2-3].
ومن الأسباب المعينة على الزواج بعد توفيق الوهاب، حرص الفتاة على أن تحشر نفسها في مجتمعات الصالحات، فإن لكل واحدة منهن ولدا يبحث عن الصالحات، أو أخا يبحث عن الفاضلات أو خالا أو عما، كذلك ينبغي للفتاة أن تظهر القناعة والبساطة والتواضع فإن الناس جبلوا على حب من تتواضع، وعلى كل حال فحسن الخلق تاج على الرؤوس.
ونحن في الحقيقة ننصحك بنسيان التجربة الماضية واعلمي أن الخير في الذي اختاره الله، وأرجو أن تشكري الله أن التجربة كانت في بداياتها، والمؤمنة تجعل رضاها في مواطن الأقدار، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
وننصحك دائما بالحرص على صلاة الاستخارة عندما يتقدم لك خاطب؛ لأن في الاستخارة تسليما وانقيادا ورضا بما يقدره رب العباد، والإنسان يردد: (فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به).
وفيه طلب بصرف السوء وأهله، ثم طلب بضرورة الرضى بالنتائج الحاصلة، فقد ينصرف الإنسان عن الشر ولكن يظل متعلقا به فيحصل له العنت والمشقة؛ ولذلك أرجو طي صفحة الماضي، ولا تقولي لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن رددي بلسان أهل الإيمان قدر الله وما شاء الله فعل.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.