رفضني أهلها وأنا متعلق بها

0 689

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب ملتزم أصلي فروضي كلها في المسجد، أحسست أني كبرت ولا بد من أن أتزوج.
خطبت فتاة طيبة الأخلاق وهي وافقت مباشرة، لكن المشكلة أن أهلها رفضوني.

على مدار عمري ما غلطت، لكن مرة واحدة والمرة هذه هي أني بعدما خطبت الفتاة كلمتها بالتلفون وأهلها عرفوا بالموضوع.

الآن أنا ندمان على الذي فعلته، حتى أني كلمت أخاها وفهمته واقتنع لكن لا أدري ما الذي حصل، فبعد فترة اتصل علي أخوها وقال لي: انس أمر أختي والزواج وفكر في مستقبلك.

مع العلم أن أهلي لا يدرون بالموضوع.

ماذا أعمل؟ حلوا مشكلتي، أنا متعلق بالفتاة جدا وهي نفس الشيء.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك زوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أخي عبد الله أن من أركان الإيمان الستة الإيمان بالقضاء والقدر، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك) خلاصة الأمر أن مولاك جل جلاله قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير موضوع الزواج، فكل رجل حدد الله له امرأة بعينه هي رزقه ونصيبه من النساء، وكذلك حدد لكل امرأة رزقها ونصيبها من الرجال، وهذه المسألة لا تخضع لسلطات البشر ولا لإرادتهم؛ لأن الله رتب هذه الأمور بعلمه وقدرته وحكمته وهو أعلم بما يصلح للإنسان وما لا يصلح له (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ))[الملك:14].

ومن هنا فأنت قد تقدمت لخطبة هذه الفتاة، فثق وتأكد أنها لو كانت من نصيبك الذي قدره الله لك، فسوف تكون لك مهما طال الزمن ولن يستطيع أي مخلوق أن يحرمك منها، وإذا لم تكن من نصيبك فلم ولن تكون زوجة لك إلى قيام الساعة، وأنت الآن قد تقدمت لخطبة هذه الفتاة ورفضك أهلها، فأنا أنصح أن تعيد المحاولة عن طريق طرف آخر حتى تكون قد أخذت بالأسباب، فإن وافقوا فالحمد لله وهي نصيبك الذي قدره الله لك، وإن لم يوافقوا فلا تحزن؛ لأنها ليست من نصيبك ولن تصل إليها مطلقا، وعلك في تلك الحالة أن تبحث عن غيرها، وثق وتأكد أن لك امرأة محددة قد قدرها الله لك، وقد تتقدم لخطبة فتاة يوافق أهلها إلا أنها ليست من نصبيك في علم الله فيحدث هناك أمر غير متوقع، فيتوقف كل شيء، ويذهب كل واحد منكم في طريق، فما عليك أخي عبد الله إلا أن تأخذ بالأسباب وتتوجه إلى الله بالدعاء، وتكثر من الإلحاح عليه أن يرزقك زوجة صالحة مناسبة تكون عونا لك على طاعته يوسع بها رزقك، ويرزقك منها ذرية صالحة طبية، فأعد المحاولة مرة أخرى لعل وعسى أن تكون من نصيبك ويوافق أهلها، فإن لم يوافقوا فابحث عن غيرها والفتيات غيرها كثير، وقد يكون هناك من هي أفضل منها وأصلح لك في دينك ودنياك وأنت لا تدري، فاستعن بالله ولا تعجز وأكثر من الدعاء ودع الأمر كله لله فهو أرحم بك من أمك التي ولدتك ويعلم أين تكون مصلحتك فلا تيأس ولا تحزن.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات