السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنت في السنة الثالثة من كلية الهندسة مرضت، وشعرت بأن هناك شيئا يقطع في جسدي، وضيق لم أعرف سببه، ومنذ ذلك اليوم صرت أخاف من الخروج من البيت، وصرت الآن مهندسا، وكبرى الشركات تعرض علي أن أعمل معها، لأنني ذكي وخبير في الكمبيوتر، وأشعر بأن جسمي كالثلج ويصب مني عرقا باردا، وأشعر بالنعاس الشديد.
علما بأنني أصلي كل الأوقات وأقرأ القرآن وملتزم، وقد أعجبت بفتاة ولكنني لم أكلمها، وبقي ذلك في صدري ولم يخرج منه أبدا، وفي السنة التي مرضت فيها لم أر أهلي لمدة ثمانية أشهر، وقد ذهبت لحفلة زواج في نفس الليلة التي مرضت فيها، وكنت ألبس أجدد الثياب، فهل من الممكن أن تكون العين أصابتني، وما الحل؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الضيق الذي لا يعرف له سبب هو ما يسمى في القرآن بالغم، وقد أحسن من قال: (عجبت لمن اغتم كيف يذهل عن قول الله تعالى: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، [الأنبياء:87]، فإني وجدت الله يعقبها بقول: (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)، [الأنبياء:88]، وهي ليست لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام خاصة)، وقال سبحانه: (وكذلك ننجي المؤمنين)، وعجبت لمن خاف أو خوف كيف يذهل عن قوله تعالى: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، [آل عمران:173] فإني وجدت الله يعقبها بقول: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله)، [آل عمران:174].
ولا يخفى عليك أن العين حق، وأن المؤمن ينبغي أن يحصن نفسه بالأذكار والرقية، وأن يكثر من تلاوة القرآن ومن الصلاة والسلام على رسولنا الإمام.
والمسلم يرقى نفسه بنفسه، فعليك بقراءة الرقية الشرعية على نفسك ولن يصعب على أحد قراءة المعوذات، وقل هو الله أحد وخواتيم سورة البقرة وآية الكرسي وسورة الفاتحة بالإضافة للأذكار والأدعية الواردة عن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- (في هاتين الاستشارتين ستجدين كيفية الرقية (281505 - 281153).
وأرجو أن تقدم بين يدي ذلك لجوءك إلى الله وطاعات وقربات، فإننا نؤتى من قبل تقصيرنا، والشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، وكيد هذا العدو ضعيف فاستعن بالله، وحاول الخروج والتفاعل مع الناس متوكلا على رب الناس، واعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، وأن الأمة لو اجتمعت ليضروك لن يستطيعوا فعل ذلك إلا بشيء قدره الله، والمؤمن يرى سعادته في مواطن الأقدار.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تقبل على الحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، ونسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأرجو أن تغير طريقتك هذه، وتعوذ بالله من شر الحاسدين وحسدهم، ومن الناس وشرورهم، ونسأل الله لك الشفاء والتوفيق والنجاح والهناء.
وبالله التوفيق والسداد.