السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 32 عاما، وأعاني من ألم وحرقان يزداد قبل موعد الدورة في ثديي الأيسر، وقد اكتشفت وجود كتلة صلبة فيه، فاتجهت لطبيب نساء وبعد فحصي طمأنني من أنه كيس، وكان فحصه يدويا وبأشعة الإيكو، وقال لي أنه ورم حميد، وقد تأكد من ذلك بعد أن أدخل إبرة في مكان الكيس وأراني السائل الذي أخرجه، وكان شفافا أصفر، وقال لي أن السائل المتبقي سيزول بعد أخدي للدواء (Progestogel)، وطلبت منه أن يعطيني السائل الذي أخرجه مني لكي أحلله فرفض، كما طلبت منه أن أجري تحاليل الهرمونات فرفض بداعي أن حالتي لا تستدعي القلق، وهي بسيطة وناتجة عن اضطرابات هرمونية.
علما أني عانيت من ضغوط نفسية كثيرة بسبب مشاكل في العمل وقلق بسبب اقتراب موعد زفافي والذي سيكون بعد شهرين إن شاء الله، وأعاني من اضطرابات في الدورة منذ توتري، وسبق أن تناولت الدوفاستون، وكان ذلك منذ ستة أشهر، فهل لذلك علاقة بالكيس؟ وهل أخطأ الدكتور بعدم السماح لي بتحليل السائل؟ وهل صحيح أن الاضطرابات الهرمونية هي سبب تكون الكيس؟ وهل مداعبة الرجل لحلمة المرأة بفمه تسبب دخول ميكروب للثدي وبالتالي تكون الكيس؟ وهل سيزول الكيس بمرهم البرجيستون الذي أعطاه لي؟ وما هو دور هرمون البروجيستيرون عند دهنه فوق الثدي لإزالة الكيس؟ وهل أدهن الثدي غير المصاب كذلك؟ وهل صحيح أن السمنة تسبب هذه الأكياس؟!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الطبيب لم يخطئ بعدم تحليل السائل، إذ أن السائل الذي خرج من الثدي كان سائلا شفافا، وقد جرت العادة أن لا يرسل السائل إلى التحليل إلا إذا كان يحتوي على دم أو لون الدم القديم، وأما السائل الشفاف الأصفر فلا يشير إلى وجود ما يقلق فلا تخافي.
وأما بالنسبة لسبب تكون الأكياس في الثدي فإنه الاضطراب الهرموني والاختلال بين معدل هرموني الاستروجين والبروجستيرون، فإن كان هناك اضطراب في الدورة الشهرية فهذا قد يؤدي إلى ظهور تلك الأكياس.
ولا علاقة لمداعبة الحلمة ودخول ميكروب للثدي بتكون الأكياس، فهذه الأكياس ليست التهابية وإنما نتيجة اضطراب هرموني فقط مما يجعل غدد الحليب تقع تحت تأثير هرمون الأستروجين، والذي يؤدي إلى تكاثر خلايا تلك الغدد، وبالتالي تفرز السائل الذي تحتويه تلك الأكياس.
وأما زوال الكيس فقد أزال الطبيب معظم السائل المتكون بداخله، فإن بقي شيء فإن مرهم البروجستيرون قد يفيد بعدم تكون سوائل جديدة داخل الثدي، وبالتالي عدم عودة الكيس مرة أخرى، وإن عاد الكيس إلى تجميع السائل مرة أخرى فعندها لابد من إرسال ذلك السائل إلى التحليل للتأكد من محتواه.
وأما دور هرمون البروجستيرون فهو مضاد لدور هرمون الأستروجين، والذي كما ذكرت لك يلعب دورا في تكون الأكياس في الثدي، فهرمون البروجستيرون يقلل من نمو خلايا غدد الحليب في الثدي والتي تتكاثر تحت تأثير هرمون الأستروجين، وإن كانت هناك آلام قبل الدورة في الثدي غير المصاب أيضا فلا بأس من دهنه بالكريم للتقليل من تلك الآلام ومن فرصة ظهور أكياس فيه أيضا، وعادة ما يدهن مرة واحدة في اليوم في الأسبوعين الذين قبل موعد الدورة - أي مدة 14 يوما قبل موعد الدورة.
وبالنسبة للسمنة فمن المعروف أن السمنة والدهون في الجسم هي مصنع لهرمون الأستروجين في الجسم (من خارج المبايض)، وبالتالي فإن الأستروجين الإضافي الذي يظهر من الدهون يعيق عمل المبايض من جهة ويؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية كما لديك، كما أنه يؤدي أيضا إلى وقوع الثدي تحت تأثير إضافي لهرمون الأستروجين، ولذلك فإن أفضل ما تفعلينه هو محاولة إنقاص الوزن والبعد عن تناول الدهون بكثرة حماية لجسمك ومحاولة لإعادة الدورة إلى انتظامها وتقليل فرص ظهور الأكياس في الثدي.
وكما ذكر لك الطبيب فليس دواء الدوفاستون هو المشكلة في ظهور الأكياس، فالدوفاستون عبارة عن هرمون البروجستيرون (كالذي أعطاك إياه عن طريق الكريم)، بل السبب هو الاضطراب الهرموني الحاصل والذي قد تكون السمنة هي العامل الأساسي في وجوده، نسأل الله تعالى أن يجنبك كل مكروه وسوء.
والله الموفق.