السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب معاق، وقد بحثت عن بنت الحلال لكي أتزوجها، ويكون الرفض منهن بسبب تلك الإعاقة، فما رأيكم في الزواج عن طريق الإنترنت؟ وما هي أفضل الطرق للزواج؟! وشكرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب معاق، وقد بحثت عن بنت الحلال لكي أتزوجها، ويكون الرفض منهن بسبب تلك الإعاقة، فما رأيكم في الزواج عن طريق الإنترنت؟ وما هي أفضل الطرق للزواج؟! وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يجزيك خير الجزاء، وأن يعوضك خيرا في الدنيا والآخرة، وأن يرزقك الصبر والرضا، وأن يرزقك زوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته وتأخذ بيدك إلى مرضاته جل جلاله، وأن يرزقك منها ذرية صالحة، إنه جواد كريم.
من المعلوم - أخي الكريم - أن الزواج لا بد فيه من إيجاب وقبول، وأن من حق المرأة أيضا إذا ما تقدم إليها رجل أن تنظر إليه وأن ينظر إليها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي بذلك أصحابه -رضي الله تعالى عنهم- فقد ذهب أحد الصحابة وتقدم لخطبة امرأة فقال له:( هل نظرت إليها؟ قال: لا. قال: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) [أخرجه الترمذي في سننه].
فكون الزواج عن طريق الإنترنت أو غيره لا بد أن تكون هذه المرأة عالمة بظروفك؛ لأن وضعك الخاص يقتضي أن تكون صريحا حتى لا تقول أنك خدعتها وقد وغششتها، وحتى تقبل الزوجة على حياتك وهي راضية ومدركة بالأجر والثواب الذي ينتظرها من الله تبارك وتعالى.
فالزواج عن طريق الإنترنت لا يختلف عن غيره، بل إن فيه مخاطر كثيرة، لأنك كما تعلم أن الزواج عن طريق الإنترنت عبارة عن شيء من الخيال، فأنت تتكلم الآن عن المحاسن وقد لا تتكلم عن ظروفك بوضوح، أو قد تقبل البنت نتيجة حلاوة لسانك، أو طريقة عرضك، أو عذوبة صوتك، ثم بعد ذلك إذا ما جاءت الحياة الواقعية وجدت أن ظروفك لا تتناسب معها.
والزواج عن طريق الإنترنت -وهذا نقوله للكل- لا نؤيده، لأنه أثبت فشله في كثير من الأحيان، وكما تعلم فإنك لا ترى التي أمامك، حتى وإن رأيتها فهي مجرد منظر بسيط - وإن كان هذا الأمر فيه كلام أيضا -، وفي الغالب فإن كل واحد يحاول أن يتجمل للطرف الآخر، وأن يظهر أفضل ما لديه من الأخلاق والسلوك، ثم بعد ذلك عندما تأتي إلى الواقع قد تجد الأمر على خلاف ذلك، وقد تجد الأسرة أسرة لا تصلح أن تتزوج منها، فقد تكون الأسرة مثلا فيها بعض الأمراض السلوكية، أو بعض العادات السيئة، أو قد يكون عندهم نوع من الجشع والطمع، أو قد تكون أسرة مثلا نسبها ليس بنسب مكافئ، إلى غير ذلك من الأمور.
ولذلك فإن الزواج عن طريق الإنترنت هو نوع من المخاطرة، بل فيه مخاطرة كبيرة للأصحاء، فما بالك بواحد في ظروفك.
ولذلك نقول: لا فرق بين الزواج عن طريق الإنترنت وغيره، لكن بشرط إظهار حقيقة ما أنت عليه بوضوح، وبشيء من الصبر والتوكل على الله والدعاء ستجد من سيقبل بك، خاصة بأننا نحسبك - إن شاء الله - على خير، وإلا لما دخلت إلى هذا الموقع لتسأل أو لتعرض مشكلتك، فكونك تتصل بإخوانك هنا - وتعلم أن هذا موقع إسلامي متميز - يدل أنك على خير، وهذا ما نحسبك عليه، ولا نزكي على الله أحدا.
فاجعل البحث عن طريق الإنترنت مرحلة ثانية، واجعل المرحلة الأولى أن تبحث بنفسك وتطلب من أهلك وأقاربك أن يبحثوا لك، وأن يتعاونوا معك، وأن تبين ظرفك لمن تتقدم إليها، وثق وتأكد بأن الله تبارك وتعالى جعل لك امرأة معينة حددها قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وسوف تأتيك بإذن الله تعالى، فإذا كان لك نصيب عند الله تعالى فسوف يأتيك، وإذا لم يكن لك من نصيب فلا يمكن - لا لي ولا لك - لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله تعالى.
فننصحك أن تركز على الوضع العادي والتقليدي الذي نحن عليه جميعا في بلادنا، وأن تجتهد بأن تستعين بأخواتك وإخوانك وأصدقائك في هذا الأمر، وأن تتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والإلحاح عليه أن يكرمك بامرأة تصبر على ظروفك، وتكون عونا لك على طاعته، وأن يرزقك الله منها ذرية صالحة، وثق وتأكد أنك سوف تجد بإذن الله تعالى؛ لأن الله تبارك وتعالى قال:{ ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
وبتقواك لله عز وجل ودعائك وإلحاحك على الله سوف يكرمك الله عز وجل بزوجة طيبة مباركة، ونحن سعداء حقا باتصالك بنا، ونتمنى أن يدوم تواصلك معنا.
وبالله التوفيق.