السؤال
أعاني منذ 3 سنوات من الخوف المرضي، وهو يلازمني لفترة ويذهب، وأنا اليوم خائفة من الأمراض التي يسببها هذا المرض من ضغط وسكر وقلب، أرجوكم كيف التغلب عليه بدون أدوية؟ وهل العلاج نهائي؟
علما بأن لدي حساسية صدرية وجلدية، وقولون عصبي وبواسير منذ 7 شهور، ودوخة، وأنا جالسة فقط، وهل لتلك الأمراض علاج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى جده حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
الخوف من المرض هو خوف مكتسب بمعنى أنه ليس فطريا، وقد كثر في زماننا هذا لأن الأمراض أصبحت منتشرة، وتمركزت حياة الناس حول المستشفيات، والطب والأطباء، وأصبحت المعلومات كثيرة وسهلة التداول، كما أن التحول المادي الكبير في حياة الناس وضعف التوكل، أدي إلى كثرة هذه المخاوف.
نصيحتي لك هي:
1- التوكل القاطع والتام على الله تعالى، وأنه تعالى بيده كل شيء، والقناعة بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
2- الأخذ بأسباب الحماية والوقاية من الأمراض، بأن يعيش الإنسان حياة صحية من تناول متوازن للطعام وممارسة الرياضة المنضبطة والمتيسرة للنساء.
3- عدم التردد كثيرا على الأطباء ومحاولة إقناع النفس بذلك.
4- إجراء فحص دوري مع طبيب الأسرة مرة كل ستة أشهر تقريبا، وذلك للتأكد من الأساسيات الطبية من مستوى الدم وقوته ومستوى السكر، والتأكد من الضغط ووظائف الأعضاء الرئيسية.
5- ضرورة الاستبصار بأن المعلومات التي يتم تداولها في كثير من وسائل الإعلام عن الأمراض ليست كلها صحيحة.
6- ملء الفراغ بما هو مفيد، وإدارة الوقت بصورة صحيحة، والانخراط في الأعمال الاجتماعية والخيرية، ومساعدة الآخرين بقدر المستطاع.
7- زيارة المرضى في المستشفيات والدعاء لهم.
8- المحافظة على الأذكار خاصة الأذكار المأثورة فيما يخص الصحة والاستعاذة من الأمراض.
أرجو اتباع هذه الإرشادات وأخذها بجدية وقناعة، وسوف تساعدك كثيرا إن شاء الله في مواجهة المخاوف المرضية. ما تعانين منه من حساسية صدرية وجلدية وقولون عصبي ودوخة، هذه كلها أعراض نفسية بحتة مما يدل أنك في الأصل تعانين من القلق النفسي، وهو الذي ولد لديك قلق المخاوف المرضية، وبالرغم من تحفظك الشديد نحو العلاج الدوائي إلا أني أرى أن تناول أحد الأدوية المضادة للخوف والقلق سوف يساعدك كثيرا في علاج حالتك من جميع ما تعانيين منه بإذن الله تعالى.
فتناول دواء مثل سبرالكس بجرعه 10 مليجرام ليلا لمدة ستة أشهر سيكون مفيدا لك جدا، وهذا الدواء سليم جدا، كما أن الجرعة حبة واحدة في اليوم، وسيكون العلاج الدوائي مكملا للارشادات السابقة الذكر والحكمة ضالة المؤمن أين ما وجدها فهو أحق الناس بها.
وبالله التوفيق.