السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا فتاة عربية أعيش في أوروبا، وأصلي ولله الحمد لكنني لست متحجبة، وقد تعرفت على شاب مسلم وأحبني بصدق، وقد أحببته كثيرا، وكانت أمنيته الوحيدة هي الزواج بي، لكني لم أسمح له بالمجيء إلى أهلي لأني كنت متأكدة أنهم سيرفضونه لأنه ليس عربيا.
وكنت أيضا خائفة من الزواج به لأن أهدافنا في الحياة كانت مختلفة، فأنا أريد أن أتوب وأرضي ربي وأفعل كل ما بوسعي لأفوز بالجنة إن شاء الله، لكنه لم يكن متحمسا لذلك فقد كان يقول: إنه يصلي ويصوم وهذا يكفي.
وكنت متأكدة أنه لن يساعدني، بل كانت هناك أشياء كثيرة يجب علي تغييرها لأنها لن تعجبه، ورغم كل هذا استمرت علاقتنا خمس سنوات لأننا لم نستطع الابتعاد عن بعضنا.
ومنذ قرابة شهر خطبني ابن عمي، فوافقت رغم أني أحب غيره، علما أن ابن عمي ليس متدينا ولكنه مثلي يريد أن يتوب، ولذلك فإنني مرتاحة إليه أكثر فقطعت علاقتي بمن أحب، والآن أخاف من أن لا أستطيع نسيانه وأظلم ابن عمي معي، كما أنني خائفة من ظلم من أحبني، فهل سأستطيع نسيانه؟!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أحسنت بقطع تلك العلاقة المخالفة للآداب الشرعية والقواعد المرعية، وحق لك أن تسعدي بمن طرق الباب، وقد أحسن من قال:
وإن ابن عم المرء - فاعلم - جناحه *** فهل ينهض البازي بغير جناح
وأرجو أن تكتمي خبر تلك العلاقة بعد أن تتوبي إلى الله توبة نصوحا، وحاولي الإقبال على ابن عمك، واجتهدي في النصح لنفسك وله، واحمدي الله الذي ستر عليك.
واجعلي شكرك لله عملا بطاعته، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك وإخوانك ولا شك أنك سوف تتمكنين من الاقتراب من خطيبك بمقدار بعدك من ذلك الشخص وحرصك على التخلص من كل ما يذكرك بذلك الرجل.
وقد أسعدني قولك: (أنا مرتاحة له أكثر)، فهذا دليل على أن الأمور تسير في الطريق الصحيح، وذلك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بإكمال حجابك وتسترك، وأرجو أن تكثري من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وتذكري أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، فتوجهي إلى مقلب القلوب، واسأليه أن يصرف قلبك إلى الخير وأن يكفيك بحلاله عن الحرام، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.