إبلاغ الفتاة لأهلها بالطريقة التي تعرف بها خاطبها إليها

0 333

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة اشتركت في موقع زواج، داعية الله بالزوج الصالح الذي يعينني على طاعة الله، وهذا الموقع إسلامي وذو ضوابط شرعية، ولا يسمح لأحد أن يتحدث مع الآخر إلا إذا وافق عليه وحصل قبول، وقد تم القبول بيني وبين شاب أيقنت أنه ملتزم، وكان ذلك منذ أسبوع.

وعندما قرأ هذا الشاب العفيف بياناتي قرر أن يتقدم لخطبتي، وبالفعل سيتقدم إن شاء الله في بداية الأسبوع القادم، فهل يجب علي أن أبلغ أهلي بالطريقة التي عرفني من خلالها؟!

علما أني لا أريد أن أخفي عنهم أي حقيقة، وكان هناك اقتراح من الشاب الصالح أن يشاهدني أمام العمل في اليوم الذي سيتقدم فيه لخطبتي، دون أن نتحاور، وسيتابعني بالسير ورائي حتى يعلم المنزل ويقابل أهلي ويخبرهم أنه رآني في الشارع وأعجب بي، وعلى أساس ذلك تقدم لي، لكني أخشى أن أكون قد خدعت أهلي بذلك، وألوم نفسي لاحقا، وأخشى إن قلت: إنه عرفني من خلال موقع الزواج أن يغضب أهلي من ذلك، وقد لا يثقون فيه، رغم أننا ولله الحمد لم نفعل أي شيء يغضب الله، وكل ما فعلناه أن هذا الموقع كان وسيلة للتوفيق بين طرفين، ومن خلال بعض الأسئلة التي توجه إلينا عرف كل منا ما مدى التزام الخير وحبه لطاعة الله، ولذلك تمسكنا بالخطبة في أسرع وقت ممكن.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن معرفة أهلك بطريقة المعرفة وتاريخها لا مصلحة فيه، وقد تنتج منه المضرة، ولا حرج عليك إذا لم يعرفوا ذلك إذا كان الحال كما وصفت لنا، ويمكن أن تعطيه عنوان منزلكم دون مقابلته في مكان العمل حتى يزوركم ويطلب يدك رسميا، فإذا أخبروك بطلبه فوافقي بشرط أن تشاهديه أمام محرم من أهلك؛ لأننا أيضا نؤكد أهمية الرؤية الشرعية؛ لأن القبول الحقيقي لا يحصل إلا بتلك الطريقة، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

وإذا تم الأمر بهذه الطريقة فإنك تتمكنين من إشراك أهلك لتعميق المعرفة، وأرجو بعد ذلك أن يأتي بأهله وأسرته لإتمام مراسيم التعارف، ونحن نؤكد على أهمية الرؤية الشرعية في حضور الأهل؛ لأنه مرت علينا حالات حصل فيها تغير في النفوس، بل وربما نفور بعد الرؤية الشرعية، ونحن نوصي الجميع بالاستخارة والاستشارة والتوجه إلى من بيده التوفيق والهداية.

ومن هنا فنحن نقول: ليس من حق أحد أن يدقق في التفاصيل والطريقة التي وصل بها إليك، وننصح الشاب أيضا بأن لا يخبر أهله بذلك، كما أرجو أن يتعهد الموقع المذكور بحفظ أسرار الجميع في كل الأحوال، سواء حصل الوفاق أم لم يحصل.

وأرجو أن تدركي أن التي تخدع أهلها هي التي تمارس الخنا والفجور، وتقدم التنازلات وتتوسع في المكالمات، وحتى عندما تحصل مخالفة فلا مصلحة في فتح الملفات إذا تابت الفتاة لرب الأرض والسموات؛ لأن العبرة هي أن يصلح من يخطئ ما بينه وبين ربه.

ولا يخفى على أمثالك أن الفتاة هي المستفيد الأول والأخير من الارتباط، ونحن لا نوافق أن تخبري الأهل بالطريقة التي حصل بها التعارف، ولا نوافق على استمرار الغموض بعد اليوم، فلتدفن صفحة الماضي، ولتكن الصفحة الجديدة تحت ضوء الشمس وأمام سمع وبصر الجميع، ومن حق كل طرف أن يتعرف ويسأل؛ لأن علاقة الزواج هي الميثاق الغليظ والرباط العظيم الذي تترتب عليه مسئوليات كبيرة.

والمرحلة الحقيقية ستبدأ من اللحظة التي يطرق فيها الباب ويقابل أهلك الأحباب، وأرجو أن نتابع ما يحصل معكم، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضكم به، وأن يجمع بينكم على الخير.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله الذي يعلم السر وأخفى، ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن التوفيق بيده، وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، واعلمي أنه ليس من حق أحد حتى الزوج ولا من مصلحته أن يفتش أسرار الماضي، وعلى كل إنسان أن يقبل من الناس ظواهرهم ويكل سرائرهم إلى الله.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات