السؤال
السلام عليكم..
تقدم لي شخص فرفضته؛ لأنه كان قاسيا في كلامه، وشعرت رغم أنه تقدم لي إلا أنه لا يريدني، فرفضته، ولكن بعد ذلك شعرت بالندم، ولكن في داخلي شيء أريد أن أقوله، وهو أنني أرسل لهذا الشاب رسائل إسلامية دون أن يعرف من أنا، وهذه الرسائل أرسلها بقصد إصلاحه، ولكن هنا تكمن حيرة، هل أنا أرسل هذه الرسائل بقصد إصلاحه أم بقصد شيء آخر؟
أفيدوني هل هذه الرسائل الإسلامية حلال أم حرام؟ مع العلم أنه لا يعرف من أنا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحائرة في النية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك للإيمان، وأن ينور حياتك بالقرآن، وأن يرزقك زوجا صالحا طيبا مباركا يكون عونا لك على طاعته ورضاه.
بخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة –: فإني أرى أن هذه الخطوة التي تقدمين عليها لن تكون لله تعالى، والدليل على ذلك أن هناك آلافا من الناس أنت لم ترسلي لهم أي رسائل، وإنما أنت ترسلين لهذا الشخص بعينه؛ لأنك تريدين أن تدليه على شيء معين، وهذه النية قد لا تكون موفقة فيما يرضي الله تبارك وتعالى؛ لأن الدافع لها إنما هو شيء في النفس؛ ولذلك أقول: دعك من هذا الأمر واجتهدي في الدعاء أن يمن الله عز وجل عليك بزوج صالح.
الرجل هذا له الله تبارك وتعالى الذي يتولى أمره، وإذا كان في نفسه شيء أو إذا كان بداخله شيء مما حرم الله تعالى من الكبر أو الغرور أو العجب أو غيره فحسابه على الله عز وجل.
التواصل بينكما قد يؤدي إلى إعادة العلاقة بينكما – وإن كنا لا نمنع ذلك إذا كان يريد التقدم ثانية – ولكن كونه أنه لا يريدك فرفضته فأرى أن تتركي الأمر لله سبحانه وتعالى، وأرى أن تجتهدي في الدعاء أن يمن الله عليك بالزوج الصالح، وأرى أن تتركيه لحاله فإن الله تبارك وتعالى قد يمن عليه بمن تناسب ظروفه أو قد يمن عليه بمن يتولى إصلاحه من المسلمين.
أما هذه النية فأرى أنها مشوبة بشيء من حظ النفس؛ ولذلك أخشى ألا يكون لك فيها أجر، بل لعلها أن تفتح أبوابا أخرى أنت لم تضعيها في اعتبارك ولا في حسبانك، وبما أنك كنت قد رفضته فأرى أن تتوقفي عن الإرسال إليه وغير ذلك، واسألي الله تبارك وتعالى أن يرزقك زوجا صالحا، وعبدا طيبا مباركا يعينك على فعل ما يرضيه، ويسعدك في الدنيا، ويكون سببا في سعادتك في الآخرة.
فلا ترسلي له -أختي الكريمة –، واتركيه وشأنه، وتوجهي إلى الله واسأليه الثبات والتوفيق والثبات على الحق.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه، وبالله التوفيق.