الرغبة في تحديد جنس الجنين

0 479

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد لسهركم على إفادة الأمة الإسلامية.

راجين منكم التوضيح لنا مسألة قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة أذكر، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل أنثى).

لقد سبق لي وبرمجت برنامجا خاصا قدمه لي دكتور خاص في هذا المجال، ألا وهو كيفية إنجاب ذكر، بإذن الله – أود أن ألتمس من سيادتكم المحترمة وبالضبط من يسبق في القذف أولا الرجل أم المرأة؟ –
ومتى يكون أول أيام العد للعادة الشهرية؟

مشكورين وجزاكم الله خير الجزاء.
نأمل ردكم في أقرب وقت إن شاء الله.
السلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلقاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

بالنسبة لمسألة من يسبق بالقذف أولا الرجل أم المرأة؟ فليس هنالك قاعدة عامة بل لكل زوجين خاصيته، وحتى لا يمكن تعميم تلك القاعدة في كل جماع فيجوز أن يسبق الرجل مرة وأن تسبق المرأة في مرة أخرى وهكذا. وأما بالنسبة لعد أيام الدورة فيحسب من أول يوم ينزل فيه دم الدورة الحقيقي فإن كانت تنزل في بعض الحالات نقط بسيطة مدة يوم ثم تنزل الدورة باندفاعها المعهود في اليوم التالي فتحسب الدورة من اليوم الذي ينزل فيه الاندفاع الحقيقي للدم (هذا بالطبع بالنسبة للحسبة الطبية وأما الحسبة الشرعية فإن نزل الدم أو الإفرازات المدممة على الملابس الداخلية أي: قبل نزول الدم الصريح فتعتبر هذه دورة تمنع منها الصلاة).


وأما بالنسبة للحديث الذي أشرت إليه، فقد قال المستشار الشرعي:

(وأما الحديث الذي أشرت إليه فهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله)، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن مرد اختيار كون الجنين ذكرا أو أنثى هو إلى الله تعالى، وأن السبب الذي وضعه الله تعالى لذلك هو علو الماء، ومعنى العلو الارتفاع (أي: أن يكون مرتفعا على ماء المرأة كثرة وغلبة)، فصار معنى العلو بهذا الاعتبار ظهور ماء أحد الزوجين على ماء صاحبه.

ويحتمل أيضا أن يكون المعنى سبق ماء أحد الزوجين ماء صاحبه، وهذا أمر لم يثبت إمكان التحكم فيه من جهة الإنسان، بل مرد ذلك إلى تصرف الحكيم الخبير الذي فصل هذا بقوله: ((لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير))[الشورى:49-50].

وخير ما تقومين به في هذا المعنى هو أن تسألي الله الذرية الطيبة، كما قال العبد الصالح زكريا عليه الصلاة والسلام: ((رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء))[آل عمران:38]، وكما قال عباد الرحمن: ((والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما))[الفرقان:74].

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات