كيف يكون اختيار الفتاة لصديقتها ونصحها إذا أخطأت؟

0 12

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي تكمن في علاقتي بصديقاتي، فلدي مجموعة من الصديقات كل على حدة، واحدة منهن هي الأقرب لنفسي أحبها كثيرا، أرتاح لها ولا أشك بمقدار حبها لي، بعد فترة تعرضت لتجربة طلاق، وأنا اتجهت إلى الالتزام أكثر، وهي بعد هذه التجربة القاسية أصبحت أكثر تهاونا في أمور دينها، وفي فترة من الزمن لاحظت عليها أنها أصبحت تحادث بالهاتف، هي لم تعترف بذلك حفاظا علي، ولأنها فعلت ذلك لتشبع إحساسها بأنها مقبولة.

حاولت فترة أن أجتذبها إلى الدار وحلقات الحفظ، ولكنها رفضت، أطلب منها زيارتي وترفض، حاولت لأكثر من مرة أن أقطع علاقتي بها ولا أستطيع، علما بأنها الآن على ما يبدو لي قد تركت المحادثات الهاتفية، ولكن عندها بعض التجاوزات التي تجعلني أشعر بالضيق.

أنا إنسانة متدينة، أريد أن تكون صديقتي الأولى متدينة تعينني على الثبات، أعرف بعض البنات المتدينات، ولكن أعمارهن أقل مني، فلا أوثق علاقتي الشخصية معهن.

ودمتم بحفظ الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الوفية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإننا نشكرك على الاهتمام بصديقتك، وندعوك للاقتراب منها والصبر عليها، وتذكيرها بالله، وإشعارها بأن الطلاق ليس نهاية المطاف، وقد يكون فيه خير كثير، فإن الله سبحانه يقول: (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)[النساء:19].

ومن هنا فنحن ندعوك إلى مزيد من الاهتمام، لأنها تمر بفترة حرجة، وحبذا لو استطعت أن تشجعيها على التواصل مع الموقع وعرض قصتها، وسوف تجد التوجيهات النافعة التي تعينها على الخروج من الآثار المترتبة على الطلاق، وأرجو أن تركزي على تذكيرها بالله، وأن كل شيء بقضاء وقدر، وأن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده.

وقد أسعدني حرصك على أن تصادقي من في عمرك، فإن ذلك هو الصواب، واعلمي أن الصداقة الناجحة هي ما كان أساسها الإيمان وعمارها التواصي بالحق والصبر، وأرجو أن تكون صداقتك في الله ولله وعلى مراد الله، واعلمي أن ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير لله انفصل وانقطع، وإذا كانت قد تركت المكالمات الهاتفية فتلك نعمة وتوفيق من رب البرية، واحرصي على ملء الفراغ الذي وجد في حياتها، ووضحي لها خطورة محادثة الشباب؛ لأن فيهم الذئاب، والتواصل معهم يخالف شريعة رب شديد العقاب، والشاب الذي يرضى أن يكلم فتاة لا يؤتمن؛ لأنه يتغدى بضحية ويتعشى بأخرى، والسعيدة من وعظت بغيرها.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، وأرجو أن تعلمي أن كل إنسان عنده عيوب، ولكن مع النصح والتوجيه والتنبيه يحصل الخير الكثير، ونحن نكرر شكرنا على الاهتمام بصديقتك، ونعبر لك عن سعادتنا لتواصلك مع الموقع.

ونسأل الله لنا ولكم الثبات والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات