أعراض مرض متلازمة فرط النشاط الدماغي عند الطفل وعلاجه

0 314

السؤال

السادة الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما هي أعراض فرط النشاط الدماغي أو ما يسمى اختصارا كمصطلح طبي Adhd، وما هو نوع هذا المرض هل هو عصبي أم نفسي؟ وكيف يتم تشخيص هذه الحالة؟ وكيف يتم التعامل مع الأطفال المصابين بهذا المرض؟

من ناحية أخرى ما هو الدواء المناسب لمثل هذه الحالات؟ وهل هناك علاج سلوكي للطفل المصاب بهذه الحالة؟

أيضا ما مدى خطورة الآثار الجانبية الناجمة عن العلاج بهذين الدوائين:
Retalain & strattera.

هل هذان الدواءان لهما تأثير جيد بمثل هذه الحالات؟ من ناحية أخرى هل هناك أغذية أو أدوية تؤثر سلبا على هذه الحالة؟ وكم من الوقت يحتاج الطفل إلى العلاج بالدواء؟
أفيدوني جزاكم الله عنا كل خير.

Attention deficit hyperactivity disorder
هل هناك ضرر إذا أوقف العلاج بشكل مفاجئ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرض متلازمة فرط النشاط الدماغي أعراضها:
أولا: أن الطفل يكون كثير الحركة لدرجة مزعجة جدا، وأفضل مقياس ليقاس إفراط الحركة المرضية هو أن الطفل لا يستطيع أن يجلس لدقائق معدودة في وضع كان غالبا من الأوضاع المفضلة جدا، كأن يشاهد التلفزيون مثلا، أو أن تكون لعبة مفضلة، والطفل الذي يعاني من فرط الحركة المرضي لا يستطيع الجلوس لأكثر من دقيقتين أو ثلاث دقائق، وهذا واحد من المقاييس الأساسية.

ثانيا: تجد الطفل يذهب ويأتي ويصعد على الطاولات وعلى الكراسي وهكذا، يكون هو في حركة دائما، وإذا حاولت أن تلفت نظره إلى الشيء أو قدم له شيئا محببا إليه قد لا يعيرك اهتماما أو قد يعيرك اهتماما لفترة قصيرة جدا ثم بعد ذلك يواصل زيادة الحركة، يلاحظ أيضا أن هؤلاء الأطفال يميلون كثيرا لتخريب الأشياء التي حولهم، الأقلام والكتب كل ما يكون أمامهم أو في متناول يديه يحركه من مكانه، وربما يؤدي إلى تلف هذه الأشياء، هؤلاء الأطفال لديهم انفعال زائد، واندفاعية زائدة جدا، إذا حاولت أن تمسك بالطفل أو تهدئ الطفل ربما يزداد أو يصبح أكثر انفعالا ويصرخ وهكذا.

من الأعراض الضرورية أن هؤلاء الأطفال يفتقدون التركيز، لا يستطيع الطفل أن يركز على أي موضوع بالدرجة المطلوبة، وهذا بالطبع يكون له تأثير سلبي جدا على الطفل في الدراسة، وأول من يلاحظ فرط النشاط الزائد لدى الأطفال هو المعلم، دائما تأتي التقارير من المدرسة حول هؤلاء الأطفال، ولابد أن أذكر لك - أيها الأخ الكريم - أن داء الحركة الزائد، وضعف التركيز ليس بنفس القوة والشدة، إنما هو متفاوت قد يكون بسيطا جدا، وقد يكون وسطا، وقد يكون شديدا، ويلاحظ أنه أكثر في الأولاد من البنات، ويتم تشخيص الحالة بالمشاهدة بواسطة العين المختصة أو الخبيرة، وفي هذه الحالة هو طبيب الأطفال المختص في طب الأعصاب أو في الطب النفسي يكون هو الشخص الأفضل للتشخيص.

ملاحظات الأهل وملاحظات المعلمين في المدرسة تعتبر وسيلة مهمة جدا لتشخيص هذه الحالة، والعلاج السلوكي لهؤلاء الأطفال هو أن نحاول دائما أن نحفزهم ونطمئنهم، ونحاول دائما أن نقدم لهم المحفزات المشترطة، بمعنى أن إذا جلست إلى مدة كذا من الوقت سوف أعطيك كذا، وطريقة النجوم هي من الطرق الجيدة التحفيزية بمعنى أن تعلق لوحة في غرفة الطفل مثلا، وإذا قام بعمل إيجابي أو جلس إلى مدة كذا يعطى نجمة، وإذا غير ذلك تخصم عليه نجمة، وفي آخر الأسبوع تستبدل هذه النجوم بمكافأة طيبة للطفل يحبها، ومن الأشياء الأخرى أن تلفت نظر الطفل لفعل مخالف، على سبيل المثال إذا كان يشاغب ويجري في الغرفة أعطه كرة في يديه، ودعه يلعب بهذه الكرة، وبعد ذلك حاول أن تحفزه، ويكون هنالك نوع من الكلمات الجميلة وهكذا، وهذه بعض الملاحظات العامة السلوكية.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي فكما ذكر وتفضل - أخي الكريم - يعتبر
(Retalain & strattera) من أفضل الأدوية لعلاج هذه الحالة – Retalain- هو بالطبع واحد من المنشطات، وله رديف آخر يعرف باسم ( كونسيرتا ) Concertta هو نفس الرتلين، ولكنه يفرز بطريقة أبطأ؛ لأن الرتلين يعاب عليه أن لا يظل في الدم أكثر من عشرة ساعات؛ ولذا لابد أن يتناوله الطفل مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، والطريق التي يعمل بها الرتلين غير معروفة، ولكنه علاج فعال ومتميز جدا لعلاج فرط الحركة والنشاط الزائد، وكذلك ضعف التركيز، وهو من الأدوية السليمة جدا، بالرغم من أنه ينتمي إلى مجموعة الأدوية المنشطة أو المنبهة، والتي يعرف أنها أدوية إدمانية، ولكن وجد أن الأطفال لا يدمنون هذا الدواء مطلقا.

من آثاره الجانبية أنه ربما يقلل من النوم قليلا لدى الطفل، وربما يضعف الشهية للطعام لدى الطفل، وغالبا ما يكون هذا في بداية العلاج، أما (Strattera) فهو يعمل بصورة مختلفة عن الرتلين فهو ليس من الأدوية المنشطة أو المنبهة؛ ولذا لا يسبب أي آثار جانبية.

إذن Strattera من الأدوية السليمة، والتي لا تسبب آثارا سلبية، ولكنه بطيء بعض الشيء، بمعنى أنه لا يؤدي إلى فعالية سريعة مثل الرتلين، ولكن الإنسان إذا صبر عليه يعتبر أيضا من العلاجات المفيدة جدا، أقول نعم هذه الأدوية أو هذان الدواءان لهما تأثير جيد وإيجابي، فقط يتطلب الاستعمال الصبر والمواصلة حتى يجني الطفل الفائدة المرجوة.

بصفة عامة لا ننصح مطلقا بأن يتناول الأطفال هذه الأدوية إلا بعد أن يبلغ الطفل سبع سنوات، هذا كنوع من التحوط من أجل سلامة الطفل.

فيما يخص الأغذية ذكر الكثير جدا عن أنواع الطعام المختلفة لدى فرط الحركة لدى الأطفال، والشيء المتفق عليه أن محتويات الكافيين التي توجد في القهوة والشاي ربما تزيد من هذه الحركة؛ ولذا ينصح بأن لا يعطى الطفل هذه المشروبات إلا بكميات قليلة، كما أن الشوكولات والتي تحتوي على مادة التريلين، وكذلك الأجبان التي تحتوي على هذه المادة ربما تزيد من الحركة لدى الطفل.
إذن الابتعاد عن الشوكولاته الحامضة أيضا هو شيء مطلوب ومرغوب ويساعد.

أما سؤالك: كم من الوقت يحتاج الطفل للعلاج الدوائي؟ فبعض الأطفال يحتاجون لهذا الدواء لفترات طويلة، وبعضهم يحتاج حتى يبلغ سن البلوغ، وبعضهم يحتاج لمدة أقل من ذلك.
إذن هنالك تفاوت بين الأطفال، ولكن عموما هي أدوية سليمة - ونحمد الله تعالى - قد غيرت كثيرا من حياة الأطفال، وجعلتهم يستطيعون مواصلة الدراسة على الأقل.

بالنسبة لإيقاف الدواء بصورة مفاجئة لا يستحسن إيقاف هذه الأدوية بصورة مفاجئة خاصة الرتلين، لا أقول أن هنالك ضررا بليغا، ولكن ربما يصاب الطفل بقلق شديد وتعب، وفقدان الشهية لفترة قد تطول والـ( Stratter) ربما يكون أسلم من هذه الناحية، ولكن الإيقاف التدرجي للأدوية هو الأمر الذي تقتضيه الحكمة الطبية، وهو الذي يوصى به دائما من جانب الأطباء.
أسأل الله تعالى الشفاء للجميع.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات